يتحدث الممثل المصري المعروف طارق عبد العزيز عن فيلم "اشتباك" المثير للجدل على مستوى الموضوع المتناول المجسد لواقع الشعب المصري. ويقول في حوار ل"الشروق" إنّ الفيلم هدفه إنساني وليس سياسيا، ويكشف نجم "فبراير الأسود" رأيه في الرئيسين عبد الفتاح السيسي والرئيس السابق محمد مرسي. هذه أولّ زيارة لك إلى الجزائر كيف وجدتها ووجدت أيضا حاسي مسعود الملقبة ب"عاصمة النفط"؟ لما نزلت في الجزائر العاصمة أولاّ، وجدت شعبا مضيافا يمتلك من القيم والعادات والتقاليد التي تجعلني أفخر بأنني عربي في هذا البلد العظيم، وعندما ذهبت إلى مدينة حاسي مسعود وبما أنني صعيدي مصري، فصعيدي حاسي مسعود لا يختلف عن الصعيدي المصري لتشابه العادات وطبائع الناس والحياة التي تعكس الخصوبة في المنطقة والتي جعلتني أحس بالسعادة وأنا مقيم في حاسي مسعود، وربمّا أنا أولّ ممثل مصري تطأ قدماه حاسي مسعود وأولّ فيلم مصري يعرض بهذه المدينة.
حدثنا عن فكرة فيلم "اشتباك" الذي يعرض لأولّ مرة بالجزائر والرواج الذي حققه في العالم العربي والعالم؟ أولاّ، كان لنا نصيب أننا شاركنا في عديد المهرجانات منها المسابقة الرسمية بمهرجان "كان" لمسابقة قسم "نظرة ما"، والحمد الله كان هناك إعجاب كبير بالفيلم وبالتالي بعد تقييمه وتنصيفه، أتاحوا لنا فرصة افتتاح قسم نظرة ما، واعتبروا جوهرة "كان"، كما كتب عن فريق العمل بهذا اللفظ، بحيث كانت هناك إشادة واسعة بالعمل، إذ تم اختيار "اشتباك" ضمن أحسن 10 أفلام في المسابقات الموجودة جمعيها في "كان"، ثمّ تم ترشيحنا إلى "الأوسكار".
وماذا عن فكرة أو قصة الفيلم التي تجري وقائعها في حافلة تابعة لجهاز الشرطة بوسط الشارع؟ فكرة "اشتباك" لمخرجه محمد دياب تتكلم عن الشعب المصري بمختلف طوائفه السياسية والكروية والإنسانية.. يتجمع في لحظة ما إنسانية، أراد من خلالها المخرج والمؤلف أن يقول نريد أن نكون يدا واحدة لن تنمو الشعوب ولا تتحضر ولا ترتقي إلا بالتكاتف والحب والألفة بين الشعب وهذا هو المطلوب، صحيح نختلف لكن لا نتعارك.
ماذا أردتم إيصاله بالضبط للجمهور العربي من خلال أثار ثورة 25 يناير وحكم الرئيس السابق مرسي والرئيس الحالي السيسي المجسدة في الفيلم؟ لم نكن نفكر إطلاقا في هذا حتّى ونحن طاقم العمل مخرجين وممثلين وطاقم الإنتاج والتصوير..إلخ ننتمي إلى اتجاهات مختلفة وكل واحد منّا لديه قناعة مختلفة عن الثاني، فاكتشفنا أنّ هذا الفيلم يجمعنا ويؤلف بيننا ويجعلنا قواما واحدا، هذا القوام الذي يدفع إلى حدوث نهضة ولو على المستوى البسيط في السينما فما بالك إذا تعلق الأمر بالوطن، وبالتالي اتحادنا في هذا الفيلم مهما اختلفت وجهات نظرنا أثمرت فيلم "اشتباك" الذي حقق نجاحا، فهذه التجربة أتمنى أن تسقط على الجزائر وعلى مصر وعلى العالم العربي كافة لو اتحد.
تجربتك مميزة في السينما المصرية، كيف ترى واقعها اليوم خاصة وأنّ بريقها خفت مقارنة بالماضي؟ أعتقد أنّ السينما التجارية في مصر هي المسيطرة بعض الشيء، لكن هناك مبدعين ومنتجين ومخرجين أنتجوا السنة الماضية ما لا يقلّ عن 15 فيلما من الأفلام الجادة التي تحترم داخل البلاد وخارجها، شاركت في مهرجانات وحازت على جوائز وهذا يشعرني أنّ السينما المصرية تسير بوتيرة متصاعدة، كما هو الحال اليوم بحاسي مسعود حيث سينهض بها ويجعل منها قبلة سينمائية مهمة.
كفنان أتدعو إلى تشجيع السينما التجارية بمصر؟ أظن أنّ السينما التجارية لا تختلف عن السينما الجادة والفرق فقط يكمن في مضمون العمل، قد تكون السينما التجارية جادة لكن مواضيعها ضعيفة وتحسب على السينما التجارية أكثر، فقد يقلّ المنطق في الموضوع وتنخفض الأشياء، لكن السينما التجارية عندنا في مصر راقية جدا.
أنت شخصية معروفة في الوسط الفني بمصر وفي العالم العربي، لماذا تأخر ظهورك في أعمال عربية مشتركة خاصة الجزائرية؟ أتمنى أن أشارك في أعمال جزائرية خالصة وأوجه هذه الدعوة من منبر "الشروق"، ولو حصل هذا سأكون سعيدا وسيجعل مني طاقة إيجابية، لألتحق بقافلة الأساتذة الكبار في عالم الفن السابع الذين اشتغلوا وقدموا تجارب مشتركة بين الجزائر ومصر.
لكن شاركت في مهرجانات كثيرة، والتقيت أسماء مخرجين جزائريين، بمن تأثرت؟ يحضرني الآن اسم المخرج الكبير أحمد راشدي، الذي أحترمه كثيرا، مخرج له هدف ومنطق وراع للسينما العربية، أنتج للأستاذ يوسف شاهين أفلاما، بمعنى آخر أنّ مخرج ينتج لمخرج أفلاما ..اعتبره قدرة وقوة وثقة وفن وإبداع.
فقدت مصر مؤخرا قامات سينمائية كبيرة، أتعتقد بأنّ الخلف سيكون مثل القامات الراحلة؟ الله يرحمهم جميعا، وهناك جيل سيخلفهم، الحياة لا تنتهي وهذه سنة من سننها، يظهر آخر ويختفي آخر.
بعد فيلم "اشتباك" هل هناك مشاريع أخرى تحضر له؟ لدي مشروع سينمائي مع الفنان والمبدع محمد أمين الذي أخرج فيلم بعنوان "ليلة سقوط بغداد"، وبالتالي نحضر لهذا الفيلم، ولا يمكنني تقديم تفاصيل أخرى لأنّها من صلاحيات المخرج.
بين الرئيس السابق محمد مرسي وعبدالفتاح السيسي..الآن..من تختار أو ما رأيك في الرجلين؟ ليس لي رأي سياسي، كل رئيس يأتي على العين والرأس، هو رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وأسعد به وأؤيده وأقف معه لأنني أقف مع مصر، لذلك أقف مع كل رئيس مهما كان توجهه أو تياره ولا أفرّق في ذلك لأنني فنان ولا علاقة لي بالسياسة، أنا مواطن عادي ولي حق واحد وهو الانتخاب وما دون ذلك ليس لي شيء غير قناعات المنتخبين.