شكلّ واقع السينما العربية وهاجس الإنتاج المشترك موضوع نقاش بين مختصين في الفن السابع من مختلف البلدان العربية وذلك ضمن فعاليات "الأيام السينمائية الأولى لحاسي مسعود" التي تسدل ستارها غدا، حيث خرجت الندوة بمقترحات توصي في مجملها بضرورة تطوير القطاع وتفعيل الأهداف المشتركة على أرض الواقع. وتأسف المشاركون في الندوة التي نظمت بقاعدة 5 جويلية التابعة للمؤسسة الوطنية الأشغال البترولية الكبرى، الثلاثاء، على حال السينما في العالم العربي بسبب ضعف التمويل وعدم اهتمام الخواص بالاستثمار في هذا القطاع المهم. ووجه مدير مهرجان وهران إبراهيم صديقي رسالة تكاتف حول الفيلم العربي من خلال التعامل بواقعية مع السينما وتشجيعها وتطويرها للوصول إلى ملامسة العالمية. وقال صديقي إنّ التغني بأمجاد الفن السابع العربي لا يكفي بل وجب تشجيع ودعم هذا الفن. ودعا في السياق النقاد ورؤساء لجان التحكيم في المهرجانات إلى التحلي بالواقعية في التعامل مع الأفلام بعيدا عن الانحياز غير المبرر لمخرج أو فكرة معينة. وبدوره طالب الممثل التونسي لطفي العبدلي الحكومات العربية إلى ضرورة الاهتمام بالقاعات السينمائية وتخصيص أغلفة مالية وفق استراتيجية محكمة للنهوض بالسينما العربية المنقسمة إلى قسمين "سينما المؤلف" و"السينما التجارية" الموجودة بصورة أكبر في مصر. ولفت أنّه لتحقيق الإنتاج المشتركة وتفعليه لابد من إرادة سياسية قوية. وتحدثت الممثلة الجزائرية بهية راشدي عن مدى ما يقدمه الإنتاج المشترك من ضمانات للممثل والمخرج وكذلك للخواص الذين يسهمون في العملية، وقالت: "الإنتاج المشترك تحكمه شروط وقواعد ولا يتحقق إلا بتحقيقها منها من يشارك؟ وأين تصوّر وما ذا سيجني الخواص منه؟. وحسب راشدي فإنّ الخواص بالجزائر بغض النظر عن المساهمين في "أيام حاسي مسعود السينمائية" لطالما تحدثوا عن مرافقة السينما لكن في النهاية لا يظهر كذلك بل هم مختفون ومجرد دعمهم شعار فقط. وتؤكد المخرجة اليمنية خديجة السلامي عدم وجود سينما يمنية، ومن يدخل المجال ينظر إليه نظرة احتقار و"عار"، وعن تجربتها في فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" أوضحت أنّها بحثت عن التمويل لأربع سنوات كاملة، لتكتشف في النهاية أنّ السينما بحث عن المال وليس بحث عن الفرصة. ولفتت أنّها ألغت بسبب نقص الدعم عدّة مشاهد من فيلمها لاسيما الجوانب الفنية وركزت على القضية التي نقلها العمل. وأشارت أنّ السينما في بلدها غير مدعمة لا من طرف الدولة ولا من جهة الأفراد. أمّا الممثلة اللبنانية باميلا كايك فتأسفت لعدم وجود مهرجان سينمائي حقيقي في لبنان رغم أنّ لبنان بلد الفن وبلد يزخر بمناظر طبيعية كان يفترض أن تستقطب الخواص لكن لا شيء من هذا حدث. ولم يخف المخرج المغربي سعيد خلاف أنّه شعر بإحباط كبير ووجد نفسه وحيدا في مغامرة الأوسكار بعد تخلي الدولة عن الترويج لفيلمه "مسافة ميل بحذائي". مشيرا أنّه لا يفهم لماذا لا تدعم حكومته العمل لاسيما بعد بلوغه المرحلة قبل النهائية. وحسبه فإنّ فيلمه أصبح وطنيا لا يرتبط به أو بمنتجه بل بالمغرب. ولم تختلف آراء باقي المتدخلين في الندوة عمّا ذكره هؤلاء، بحيث أجمع المشاركون أنّ السينما العربية تعيش واقعا صعبا لتخلي الدولة عنها بالتمويل والدعم في انتظار أن يتحقق استثمار الخواص في القطاع السينمائي.