يرى الكثير من المختصين في المعلوماتية والشؤون الاقتصادية والاجتماعية، أن الظرف الحالي للجزائر في ظل الأزمة الاقتصادية والتطور التكنولوجي والرقمي يجعلها تستغل الزوايا في تعبئة الروحانيات من خلال تأطير عملها وجعلها مواكبة للعصر الجديد. وقال الدكتور عثمان عبد اللوش، المختص في التكنولوجيا،إن الموروث الثقافي والديني المتمثل في الزوايا وطرقها، ينبغي ان يرقمن لإحداث تفاعل روحي مع الشباب عبر "الفايسبوك" و"تويتر"،وباستغلال الطرق الصوفية في زرع القيم والأخلاق التحفيزية، والسلوكات العامة في المجتمع، وإشراك الزوايا في معالجة الآفات. ومن جهته، أكد كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء بشير مصيطفى، أن المخزون الروحي للزوايا ببلادنا وانتشارها في العمق الاجتماعي للسكان يسمح لها بتحقيق الأثر الروحي المعتدل ودعم المرجعية الدينية للأمة شريطة أن تطبق أدوات اليقظة الروحية في التقاط إشارات المستقبل و بذلك حسبه، يتم تطبيق رؤية الاستشراف الروحي. وأوضح أن الوقت قد حان لانخراط الزوايا الدينية والعلمية في الجزائر في منظومة ما يسمى ب "اليقظة الروحية" استعدادا لتحديات القرن القادم الذي سيكون حسب مصيطفى قرن الفكرة الثقافية. ودعا إلى تبني رؤية متجددة قصد تاطير وتسيير عمل الطرق الصوفية في الجزائر والتي عددها 30 طريقة،يشير مصيطفى إلى أن هذه الطرق تتبعها آلاف الزوايا العلمية والاجتماعية والدينية بحيث تقوم على الإحصاء الروحي وتحليل بيانات المجتمع الروحي و وتصمم بذلك خطط اليقظة الروحية بناءا على الأهداف الاستراتيجية لحماية الشباب من أثر التحولات الفكرية التي سيعرفها القرن القادم. وعدد بشير مصيطفى المختص في الاقتصاد،عشرات الأحاديث النبوية ذات البعد الاستشرافي ومنها أحاديث المعاش وتنظيم المال وتأطير الاستثمار والتنبؤ بالملفات الاستراتيجية للأمن الاقتصادي في العالم، و حسبه فإن إبراز هذه القيم في حياة الجزائريين ستسمح للزوايا بالتعبير أكثر عن الأسئلة المستقبلية للمواطن والجواب عنها في ظل استعداد العالم لدخول قرن الفكرة الثقافية من باب الأديان واللغات. وطالب مصيطفى، بضرورة إدماج عمل الزوايا في احتياجات الشباب تماشيا مع التحولات الاجتماعية الكبرى التي تعرفها الجزائر على غرار دول العالم موضحا أن من بين هذه الاحتياجات، دعم القيم الروحية في السلوك العام وإبراز القيم ذات العلاقة بالسياسات العمومية في هدي الإسلام هدفها أيضا تنظيم الحياة الاقتصادية للبلاد.