تجاوزت العلاقات الجزائرية الروسية الأزمة التي نشبت على خلفية أزمة طائرات "الميغ 29"، التي أعادتها الجزائرلموسكو، بالعودة إلى العمل ببنود صفقة توريد العتاد العسكري لسنة 2006، وهي المعلومات التي كشفت عنها مؤسسة "روس تكنولوجي" المتخصصة في تصدير الأسلحة. المؤسسة الروسية وعلى لسان مديرها العام سيرغي تشيميزوف، أكدت أن موسكو أبرمت صفقة لتزويد الجزائر بدفعة جديدة من الطائرات الحربية المتطورة من طراز "سوخوى 30 آم كا"، المتعددة الاستعمالات، بهدف تمكين الجيش الوطني الشعبي من تحديث وتطوير أسطوله الجوي. وقال سيرغي تشيميزوف في تصريح أوردته صحيفة نوفايا غازيتا: "ستقوم روسيا عما قريب بتوريد دفعة من المقاتلات الحديثة إلى الجزائر، تسلم بحلول العام2011"، مشيرا إلى أن قيمة الصفقة تقدر بحوالي مليار دولار، وهو التصريح الذي جاء بعد أسبوعين من إعلان شركة التصنيع الحربي الروسية تزويد الجزائر بدفعة أخرى تتكون من 16 طائرة حربية من طراز "سوخوي 30 أم كا إي"، وذلك تنفيذا لاتفاق مسبق تم التوصل إليه عام 2006، بين الرئيس بوتفليقة ونظيره الروسي السابق، فلاديمير بوتين، تتضمن تزويد الجيش الجزائري ب 28 طائرة مقاتلة. وفي سياق متصل، أفادت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء، أن الغواصات الجزائرية التي تم استيرادها خلال الحقبة السوفياتية، ثم من روسيا، ستخضع للصيانة والتطوير في المصانع الروسية، وهي المعلومة التي نقلتها "نوفوستي" عن المتحدث باسم دائرة الشؤون البحرية في مؤسسة "روس أوبورون اكسبورت" الروسية ألكسي كوزلوف، على هامش معرض الأسلحة والمعدات الحربية الآسيوي المقام بالعاصمة الماليزية كولا لامبور في الفترة من 19 إلى 22 أفريل الحالي. ويشكل الاتحاد السوفيتي، ومن بعده روسيا، أهم وأول مورد للعتاد الحربي نحو الجزائر، ومنها الغواصات التي تشغل بال "ديزل الكهربائي" من صنف "فارشافيانكا"، وهي غواصات يبلغ طول جسم الواحدة منها 72 مترا، وتصل سرعتها تحت الماء إلى 17 عقدة، ويصل عمق غوصها إلى 300 متر، بينما يتكون طاقمها من 52 فردا.