تبدأ الجمعة بالعاصمة الكونغولية برازافيل، قمة اللجنة الرفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا، في موعد يشهد مشاركة الجزائر إلى جانب أحد عشرة دولة إفريقية تسعى لبحث تطورات الملف الليبي والوصول إلى حل توافقي عاجل لمعضلة الفرقاء الليبيين. في لقاء يعرف حضور الوزير الأول الجزائري "عبد المالك سلال" بصفته ممثل رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة"، فضلا عن "عبد القادر مساهل" وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، ستستقطب القمة رؤساء دول وحكومات بلدان جوار ليبيا، وكافة البلدان العضوة في اللجنة الرفيعة المستوى التي فوضها الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى مسؤولي الملف الليبي على مستوى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وفي اتجاه يشدّد على "إشراك الدول الإفريقية لأن تضطلع بمسؤولياتها في القضية" و"عدم ترك الفرصة للغير لإملاء الحلول"، تأتي قمة برازافيل في الوقت الذي تعرف فيه الساحة الإفريقية "حراكا سياسيا ودبلوماسيا واسعا"، خصوصا من لدن الجزائر وتونس ومصر التي كثّفت من تحركاتها لتطويق الأزمة الليبية التي تدخل عامها السادس.
الجزائر متمسكة بحل ليبي سياسي داخلي تولي الجزائر بدورها، اهتماما خاصا بالأزمة الليبية بالنظر لحساسية وخطورة الوضع في هذا البلد الجار، وشهدت الفترة الماضية استقبال الجزائر للعديد من المسؤولين السياسيين والبرلمانيين والأمنيين الليبيين في محاولة منها لإقناعهم بالتسوية السلمية في إطار المسار السياسي الأممي وضمن حوار سياسي شامل يجمع كل أطراف الأزمة دون أي استثناء. وسبق لوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي "رمطان لعمامرة"، أن أبرز تموقع الجزائر ك "وطن ثان للأشقاء الليبيين"، وصرّح مؤخرا: "الجزائر هو المكان الأنسب لحوارهم، والجزائر لا تفضّل فصيلا على آخر، ونحن في تواصل واتصال مستمر مع الفعاليات الليبية، هدفنا توحيد كلمة الليبيين، وإخراج هذا البلد من دوامة العنف". وسجّل الوزير: "الجزائر تعمل على توحيد الأجندات العالمية، وهي تعمل على محورين: توحيد الليبيين على درب مصالحة وطنية ودستور جديد ومؤسسات جديدة، بالتزامن تعمل الجزائر على أن يتم التدخل عسكريا في ليبيا قصد تسهيل العملية السياسية". من جهته، أكّد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية "عبد القادر مساهل" أنه: "لا يجب أن يُفرض الحل السياسي على الليبيين، بل يجب أن يأتي من عند الليبيين أنفسهم في إطار حوار يتم فيه إشراك جميع الأطراف الليبية المعنية". وشدد الوزير على أنّ موقف الجزائر من أجل تسوية الأزمة الليبية يقوم على أساس احترام سيادة ليبيا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية و الحوار فيما بين الليبيين".