كان الهدف توفير مبلغ من المال من أجل التكفل بمصاريف علاج ابنه »وسيم« الكفيف ذي الخمس سنوات وابنته »غزلان« ذات ال12 شهرا والتي تحتاج إلى عملية جراحية على مستوى القلب للتخلص من آلام التنفس الصعب، وكان يكفيه الحصول على بيت صغير من أجل الحفاظ على لمّ شتات الأسرة الصغيرة الباحثة عن كنف الأمن والأمان. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حيث أوقعته الظروف الصعبة في شراك محتال عديم الضمير، همّه الوحيد جمع المال واكتنازه على حساب الآخرين. معاناة عائلة »كلاع« تجلت بعد بيعه للبيت الذي كان يأويه بالشفة من أجل علاج طفليه وتوفير باقي المبلغ للحصول على مسكن بسيط يأويه وأسرته، حيث قصد السيد »كمال« إحدى الوكالات العقارية وسط مدينة البليدة في أوت 2006 للبحث عن مبتغاه، فأوهمه صاحب الوكالة (ف.أ) أنه يملك مسكنا خاصا به في بلدية بوعرفة عارضا بيعه. تحمس السيد »كمال« للعرض وذهب رفقة زوجته لمعاينة المسكن الذي أعجبهما، خاصة أن ثمنه ليس بالمستحيل، فوعدهما صاحب الوكالة بتسليم المفاتيح في ظرف 3 أيام حيث سلما له مبلغا 750 ألف دج مقابل وصل استلام قابل للفسخ بمجرد استلام العقد على أن تتم إجراءات تحويل ملكية المسكن في آجالها المحددة، لكنه تفاجأ بمرارة الحقيقة عندما قصد المسكن في اليوم الثالث وإذ بصاحب المسكن الحقيقي يخبره أنه وقع ضحية احتيال مثل سابقيه. وهنا تساءل السيد »كمال« عن وجود المفاتيح لدى صاحب الوكالة، خاصة لما علم أنه ليس الضحية الوحيد، ليرفع دعوى قضائية ضد صاحب الوكالة الذي استأنف في الحكم وبلغ نصف المدة وخرج بعفو رئاسي وهو حر طليق يعاود نشاطه بكل حرية، ليرفع مجددا دعوى ثانية لدى محكمة البليدة في انتظار ما تسفر عنه جلسات المحاكمة. للعلم، عائلة »كلاع« تقطن الآن بمرأب لأحد أقربائه الذين أمهلوه مدة زمنية محدودة للخروج منه، وهو الذي فقد المسكن والمال وحق طفليه في العلاج في رمشة عين، فضلا عن البطالة التي أرقته بسبب وضعه الصحي المتأزم الذي منعه من ممارسة أي مجهود عضلي يقضي على حياته، علاوة على ضعف بصره وعدم تمكنه من تغيير النظارات الطبية لاعتبارات مالية، وتخوفه من الرحيل عن هذه الدنيا فجأة ليترك أسرته الصغيرة بين أقارب غابت عنهم صلة الرحم والرحمة أو إلى الشارع الذي لا يرحم ضعفهم. ليوجه نداءه إلى جميع المحسنين من أجل التكفل بإيوائه ريثما يصدر الحكم علّ وعسى يسترجع حقه المسلوب.