خصص الشاعر ناصر قالة حيزا من اهتماماته لمآسي ضحايا صقل الحجارة بدائرة تكوت بباتنة، حيث أنهى مؤخرا قصيدة شعرية بالشاوية عنوانها "ثازروث" (الحجرة) ترثي شبان المنطقة، وهذا تكملة لأغان سابقة شرّحت الوضع المزري، من طرف عدة فنانين على غرار بشير محمدي وصالح لونيسي وعصام بوقلادة وماسنيسا، وأشعار صالح ويونس بزالة. أكد الشاعر ناصر قالة ل"الشروق" بأن الوضع الصعب الذي يعيشه سكان دائرة تكوت وما جاورها مع داء السيليكوز يتطلب حسبه وقفة ميدانية ومعنوية، وهو ما جعله يلجأ إلى رثاء ضحايا حرفة صقل الحجارة، وتشريح واقعهم ومتاعب أهلهم وذويهم الذي وصفه محدثنا بالمحزن، وقال ابن بلدية منعة بباتنة بأن شارك مشاركته مع عدة جمعيات في ملتقيات في آريس وتكوت حول مرضى السيليكوز جعلته يأخذ نظرة عميقة على قمة المأساة، مضيفا بأن شباب تكوت يضحون بحياتهم في سبيل احتراف مهنة صقل الحجارة في ظروف صعبة وهم في عمر الزهور، سواء في العاصمة أو في أكبر ولايات الوطن، من أجل كسب المال ولو على حساب صحتهم وحياتهم. وقال ناصر قالة بأن القوانين كانت تمنع مزاولة حرفة صقل الحجارة في الهواء الطلق بسبب انتشار الغبار، ما يضطر شبان تكوت إلى الصقل داخل المستودعات دون مراعاة سبل الوقاية من الخطر الذي يحدق بهم، ناهيك عن قضية الأقراص المغشوشة التي عجلت حسب قوله بظهور هذا المرض الخبيث الذي أودى بحياة أكثر من 160 شخص وعدد كبير من المرضى واليتامى والأرامل. وأوضح ناصر قالة بأن قصيدته الشعرية "ثازروث" (الحجرة) قد ولدت من رحم المعاناة، وهذا بسبب تماطل الجهات المعنية في استكمال مشروع المستشفي، وقال محدثنا في سياق شرحه لمضمون القصيدة "أخاطب الحجارة قائلا لها هل هي ممات أم هي الحياة، فالحجارة بنت بيوتا وزينت القصور، وعبّدت الطرق، وقطعت البحر وشيدت مدن، ولكنها غدرت بأولاد تكوت ودفنتهم تحتها"، كما يتطرح الشاعر ناصر قالة إلى جشع أصحاب المال الذين شيّدوا منازلهم وقصورهم بالحجارة على حساب أبرياء تركوهم يموتون بداء السليكوز، وقارن بين ابن الأوراس الذي قام بالثورة من أجل الاستقلال وتحرير ذلك التراب وتلك الحجارة، وكيف وضعت حبل المشنقة حول عنقه وينتظر الموت المحتوم في عز الاستقلال". ويؤكد الشاعر ناصر قالة ل"الشروق" بأن مطلب سكان تكوت بسيط وهو استكمال بناء المستشفى الموعود حتى يعالجوا ويعيشوا في كرامة أو يموتوا بكرامة أيضا، آملا أن تكون هذه القصيدة فال خير حتى تمنح السلطات الاهتمام لسكان تكوت، وتخصص للأرامل واليتامى منحا ومناصب عمل، وتفتح لهم مصانع لكسب لقمة العيش الكريم.