يتهم مبعوث الجامعة العربية، الدبلوماسي التونسي صلاح الدين الجمالى، أطرافا خارجية بتعطيل تسوية الملف الليبي، كما يتهم أطرافا ليبية في شرق البلاد وغربها بالاستقواء بالأجنبي، وعن القمة الثلاثية الجزائريةالتونسية المصرية حول ليبيا، يؤكد في هذا الحوار مع "الشروق"، أنها ناقشت سبل تنسيق الجهود بينها، وتأكيدها رفض الحل الخارجي. ماذا يشكل الاجتماع الثلاثي الجزائرتونس مصر لحل الأزمة الليبية؟ القمة بين الجزائروتونس ومصر، هدفها تنسيق المساعي لحل القضية الليبية، المبادرة الثلاثية التي احتضنتها تونس، تنطلق من ثوابت أنها تجمع الليبيين لإمكانية تنفيذ اتفاق الصخيرات مع إدخال بعض التعديلات عليه، وتنسيق الموقف بين دول الجوار الليبي الجزائر ومصر وتونس، لتنسيق المواقف ليكون المجهود موحدا. المبادرة الثلاثية، تؤكد على ثوابت وهي ألا حل إلا الحل السلمي ولا للتدخل الأجنبي، ولا تهديد باستعمال السلاح، وأن الحل بين الليبيين وحدهم، مع رفض فرض حل خارجي، كما تم التباحث كذلك في كيفية دعم الليبيين وتوحيد المجهودات حتى يجلسوا جميعا على طاولة الحوار لتنفيذ اتفاق الصخيرات.
تتحدث عن اتفاقية الصخيرات، هل تعتقد أنه ما يزال هناك أمل في تجسيده، والواقع يقول إن هنالك ثلاث حكومات هي حكومة الوفاق بطرابلس وأخرى كذلك بطرابلس بقيادة خليفة الغويل وثالثة في شرق البلاد؟ الحكومات لم توفق بسبب الوضعية العامة التي تعرفها ليبيا، لكن يجب القول إن الاتفاق أعاد روح الدولة إلى ليبيا، الليبيون انتظروا سنتين لوضعه والتوقيع عليه، اليوم هنالك أرضية تكونت، أما في حالة الانطلاق من الصفر فسنكون في مصيبة وسيضيع الوقت. ضروري اليوم، أن يكون الانطلاق من شيء موجود ونبني عليه، وإذا حصل تعثر في التنفيذ، فهو ليس راجعا إلى الاتفاق، ولكن إلى الظروف التي أحاطت بليبيا، والحكومات الثلاث المتواجدة حاليا على الأرض، يجب على الحكومات الثلاث البحث عن محيط لتثبيت الاتفاق، وعلى جميع الأطراف أن تلتف حوله، على أن تدخل عليه الإضافات بما يتماشى مع الوضع الحالي.
حصل غياب لممثلي ليبيا في الاجتماع الثلاثي بتونس، لم ذلك؟ الاجتماع الذي احتضنته تونس، وشاركت فيه الجزائر ومصر كذلك، كان اجتماعا تمهيديا للبلدان الثلاثة، حيث تباحثت آليات العمل وكيفية التنسيق فيما بينها، ووضع خارطة طريق، والمؤكد أن الأمر سيتم مع جميع الأطراف الليبية.
أنت تتحدث عن رفض التدخل الأجنبي، ألا ترى أن هنالك استقواء بالخارج من بعض الأطراف، في صورة حفتر الذي زار عددا من الدول في صورة للجيش الليبي، وصعوده على سطح حاملة طائرات روسية؟ التدخل الأجنبي يتم من الشرق والغرب، وهنالك تدخلات أجنبية متعددة، وهذا الذي جعل الحل يتأخر، نحن لا نوجه التهمة إلى أحد، والأصح اليوم كيف نطبق اتفاق الصخيرات ونصل به إلى بر الأمان، عبر تنسيق المواقف مع الإخوة الليبيين، علاوة على استبعاد التدخل. هنالك دول ترى في ليبيا مصالحها الخاصة، وليس استقرار شعب ودولة ليبيا، أما التدخل الأجنبي فله أشكال متعددة وموجود في عدد من المناطق، هذا الذي جعل المسار السلمي يتعثر في ليبيا.
جرى إجهاض مقترح الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين الفلسطيني سلام فياض كمبعوث أممي إلى ليبيا خلفا لمارتن كوبلر من طرف الإدارة الأمريكية، كيف ترى الأمر؟ ما حصل مؤسف للغاية ومحير، ويتزامن مع المواقف المرفوضة من طرف الإدارة الأمريكية، وآخرها إعلانهم عدم اعترافهم بحل الدولتين في فلسطين، هم كذلك يعتقدون أن عدم اعترافهم بسلام فياض هو نتيجة لعدم اعترافهم بدولة فلسطين، وأن تسمية فياض، هو تفضيل لفلسطين على إسرائيل، والأمين العام الأممي غوتيراس أراد القيام بمقايضة، تتمثل في تعيين سلام فياض، وبالمقابل تسمية الإسرائيلية تسيفي ليفني في منصب سام في الهيئة الأممية، الأمر الذي رفضه فياض مؤكدا رفضه أن تكون هنالك مقايضة فيما يخص القضية الفلسطينية، بالمحصلة رفض سلام فياض خسارة كبيرة.
ماذا ستقدم الجامعة العربية في الملف الليبي، وهي التي عجزت عن إيجاد حلول لقضايا سابقة في المنطقة على غرار سوريا واليمن؟ ما تفضلت به حقيقي، الجامعة العربية تائهة في عدد من القضايا وهذا ما اختاره العرب لها، وهدفنا اليوم مع أبو الغيط، أن نعطي بعدا آخر للعمل العربي المشترك، وبذلك أراد أن يكون العمل العربي أكثر تنسيقا وانسجاما، مشكلة العرب اليوم تتمثل في عدم الانسجام.