خرج العديد من التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم الأساسي "البيام" نهاية الأسبوع الماضي، للاحتفال بتبقي 100 يوم عن موعد الامتحان وهي المرة الأولى التي يحتفلون فيها بعد ما جرت العادة أن يحتفل به تلاميذ البكالوريا، وبدا التلاميذ في غاية الأناقة وهم يرتدون بذلات كلاسيكية بربطات عنق على شكل فراشة رفقة زميلاتهن اللاتي ارتدين فساتين وتنورات قصيرة وأسدلن شعورهن وكأنهن مدعوات لحضور حفل زفاف. ومع أن مناظر السيارات الفارهة قد غابت عن احتفالاتهم واقتصرت على التجمع أمام المتوسطات بثيابهم الأنيقة، ثم التوجه جماعات إلى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء، لكن التلاميذ وصفوها بالعادة المفيدة التي تساعدهم في التخلص من التوتر والقلق وهي انطلاقة رسمية للمراجعة الجدية والحفظ واعتزال مواقع التواصل الاجتماعي والخرجات والتفرغ بعدها للدراسة فقط. فيما استهجن الأساتذة بشدة هذه الظاهرة التي مافتئت تتزايد وتنتشر بسرعة في مجتمعنا أمام صمت الوزارة وعدم تحركها لمنعها مما سيسمح بانتقالها خلال الأعوام القليلة القادمة للطور الابتدائي. وفي هذا الإطار، استنكر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، توسع هذه الظاهرة وانتشارها في الأوساط التعليمية لعدم وجود حملات توعوية أو جهات تعمل على التصدي لها ومحاربتها، فمع أن الحديث عن 100 يوم قبل البكالوريا يتجدد كل سنة، لكن الوزارة لم تتحرك لمحاربة هذه الظاهرة بل وقفت موقف المتفرج، وهو ما شجع تلاميذ التعليم المتوسط "البيام" على تقليدهم وليس من المستبعد أن يتطور الأمر السنة القادمة ويشمل تلاميذ الطور الابتدائي "السانكيام". واعترف المتحدث بأن الوزارة ليس لها نية لمحاربة الظواهر الموجودة، محملا الأولياء أيضا شطرا من المسئولية خصوصا وأن الوزارة قد نجحت في إخراج الأولياء من العملية التربوية، ودعا بن زينة وزارة التربية التعجيل للتصدي لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا ووضع حد لها مثلما تتصدى الدولة للأحمدية.