أثارت صور وفيديوهات تلاميذ الثانويات المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا الحدث أثناء خروجهم في احتفالات فخمة يوم الخميس مرتدين البدلات الكلاسيكية وثياب الأعراس والسهرات بالنسبة للبنات، سخط أولياء التلاميذ والأساتذة ورجال الدين والذين دقوا ناقوس الخطر، محذرين من البدع الغريبة التي تفتك بعقول الشباب. تكررت مشاهد الاحتفالات والتي أقدم على خوضها تلاميذ ثانوية ديكارت ورويسو خلال الأعوام الماضية، لتعود هذه السنة وتشمل عددا كبيرا من ثانويات الوطن، حيث خرج تلاميذ ثانويات الأحياء الراقية "الهاي كلاس" في العاصمة نهاية الأسبوع الماضي يرتدون ثياب السهرات ويركبون سيارات فارهو ك"الليموزين"، ليحتفلوا ب100 يوم تفصلهم عن موعد امتحان البكالوريا، وذلك بتنظيم رحلات والخروج إلى المطاعم والسهر. وإن كانت هذه الاحتفالات مستوحاة من فرنسا عندما كان الجنود يحتفلون ببقاء 100 يوم على تسريحهم من الخدمة العسكرية، إلا أنها لقيت رواجا كبيرا في وسط تلاميذ الثانوي، معلنين أنه آخر يوم لهم في التمتع والتجول والسهر على الفايسبوك وبعده يدخلون في عزلة تامة ويتفرغون للمراجعة والإعداد لشهادة البكالوريا، في الوقت الذي استنكرها تلاميذ آخرون وأولياؤهم، معتبرين أن الحصول على شهادة البكالوريا يأتي أولا، وهناك وقت طويل للاحتفال. من جهته، استنكر بشدة بن زينة علي، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، هذه الظاهرة والتي تفشت في المجتمع الجزائري منذ 5 سنوات والمقتصرة على ثانويات معينة تتنافى مع عادات وتقاليد مجتمعنا، ودعا المتحدث المجتمع المدني بجميع أطيافه والمختصين لدراسة هذه الحالة والسعي لإيجاد حلول لها، كما طالب بن زينة وزارة التربية الوطنية التدخل العاجل لإنهاء هذه المهزلة، وأرجع رئيس منظمة أولياء التلاميذ هذه الاحتفالات الدخيلة إلى حالة الفراغ الرهيب المسيطرة على التلاميذ والتي تدفعهم للتفكير في مثل هذه الأمور، كما دعاهم للتفكير في البكالوريا وإرجاء الاحتفالات لما بعد النتائج. في حين حذر الداعية وإمام مسجد فرجيوة الشيخ نسيم بوعافية، من مغبة الانسياق في هذه الإحتفالات الدخيلة عن مجتمعنا واتباع الكفار، وأكد الشيخ في اتصال ل"الشروق" أن هذه الاحتفالات لا تجوز شرعا لما فيها من مخالفات شرعية من تشبه بالكفار واختلاط بين النساء والرجال، فهي على حد قول الشيخ مدعاة لارتكاب الفواحش، كما أن اللهو إذا تحدد بزمن معين يتحول إلى عقيدة، وهو الأمر ذاته بالنسبة لهذه الاحتفالات لارتباطه بعدد معين واختيارهم الرقم 100، وتكرر الاحتفال به في كل سنة وخصه بطقوس معينة.