دق مربو الإبل والمواشي في ولاية الوادي ناقوس الخطر بعد الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال السنتين الماضيتين، بالإضافة إلى الغلاء الفاحش في أسعار الشعير والأعلاف الحيوانية، داعين السلطات إلى ضرورة التدخل العاجل. وكشف عدد من مربي المواشي، والتي يزيد تعدادها في ولاية الوادي عن مليون رأس، وكذا مربي الإبل، والتي يزيد عن 30 ألف رأس عن الخطر الذي بات يتهدد ثروتهم بعد أن عمّ الجفاف منذ سنتين في المناطق الرعوية الواقعة في شمال الولاية وشرقها، وبات الغطاء النباتي فيها شبه معدوم إلا من بعض النباتات الشوكية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو ما أثر سلبا على الأغنام والإبل، وأوضحوا بأنه حتى الوضع الصحي لعدد كبير من ثروتهم تأثر كثيرا بغياب العديد من الحشائش البرية، والتي لها دور كبير في حمايتها من الأوبئة وزيادة مناعتها. وأشار موالون بالوادي إلى أن شح الأمطار أثر على منسوب المياه في الآبار، وهو ما أدى إلى نقص وعدم كفاية الآبار الموجهة لشرب الإبل والأغنام، والتي تعد مشكلا كبيرا يواجههم، وبات الهاجس الأكبر لمربين في ولاية الوادي، فعلى الرغم من أن العدد الكبير للأغنام والإبل على مستوى ولايات الجنوب، والمرتبة الأولى وطنيا في أعداد الجمال بأكثر من 30 ألف رأس، يتركز أكثر من 18 ألف رأس منها في بلديات بن قشة، دوار الماء والطالب العربي، والواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من الولاية وعلى الشريط الحدودي مع الجمهورية التونسية، فمنطقة "الطوال" التابعة لبلدية بن قشة مثلا، والتي تحصي فيها الجمعية الولائية لمربي الإبل أكثر من 7500 رأس، لا تتوفر إلا على بئر سقي وحيد منجز من قبل الدولة ودرجة ملوحتها مرتفعة عن المعدلات المعتمدة من قبل المنظمة العالمية للأغذية "الفاو"، فاقم حالة الجفاف، كما أن أغلب الآبار المنجزة خاصة في المنطقة، والتي تقع في الجهة الشمالية من الولاية، تعاني من مشكل انخفاض مستويات المياه فيها، مما حتم على الموالين شراء شاحنات وصهاريج المياه، تثقل كاهلهم وترفع من المصاريف التي يتكبدونها. وكشف الموالون أن أوضاعهم ازدادت سوءا بعد حرمانهم من الشعير المدعم، إذ أنهم وفي الوقت الذي كانوا ينتظرون دعما من الدولة في خضم الأزمة التي يعيشونها جرى التضييق على عملية توزيع الشعير المدعم من قبل تعاونيات الحبوب، مشيرين إلى أنهم لم يتسلموا أي غرام منه، وذلك منذ فترة طويلة، مما أجبرهم على اقتناء الشعير والأعلاف الموجهة للمواشي بأسعار قياسية، غير أنهم وبحسب تعبيرهم لا ملجأ أمامهم سوى شرائها لإنقاذ حيواناتهم. وجدد الموالون استغاثتهم للسلطات والمصالح الفلاحية في ولاية الوادي، للتدخل وتقديم الدعم لهم لإنقاذ هذه الثروة الوطنية من الضياع، خاصة وأن عددا مهما لجأ لبيع إبلهم ومواشيهم للجزارين بأسعار منخفضة قياسا بالمعدلات المعروفة.