كشف عدد من مربي الإبل المزاولين للنشاط الرعوي في منطقة الدويلات بلدية بن قشة الحدودية مع الجمهورية التونسية بولاية الوادي، أن جمالهم أصبحت تشرب من الآبار الموجودة في التراب التونسي، بعد أن تعطلت كل الآبار الموجودة في منطقتهم ودعوا والي الولاية للتدخل العاجل وإنقاذ ثروتهم من الضياع. أوضح مربو الإبل في منطقة الدويلات في تصريح ل"الشروق" ، أن الآبار الخمسة التي استفادت منها منطقتهم من أجل التكفل بتوفير مياه الشرب للجمال، توقفت المحركات الموجودة فيها عن العمل، بسبب عطب أصاب مولدات الطاقة الهوائية والشمسية التي تعمل بها، وذلك قبل نحو الشهر، وأضافوا أن الإبل التي يمتلكونها، والتي يقدر عددها بالآلاف لم تجد مناصا، أمام استمرار هذا الوضع المثير للقلق، وبعد جفاف الآبار الرعوية في التراب الوطني، إلا الاستنجاد بالآبار الموجودة على مستوى المناطق الحدودية في التراب التونسي. وعبر عدد من المربين ل"الشروق" في هذا السياق، عن خشيتهم من إقدام السلطات التونسية أو حتى الرعاة هناك على احتجاز الإبل الجزائرية، خاصة وأنه لا توجد اتفاقية بين البلدين تسمح بالتنقل "الحر" للمواشي بين البلدين، كما أن حوادث احتجاز الإبل الجزائرية من طرف السلطات التونسية قد وقعت أكثر من مرة في سنوات سابقة، بسبب هذا المشكل، وناشدوا والي الوادي محمد بوشمة التدخل العاجل، وإنقاذ هذه الثروة التي تعد ثروة وطنية من الضياع قبل فوات الأوان، وتحتل البلدية المرتبة الأولى وطنيا في عدد رؤوس الإبل. من جهة أخرى، أكدت مديريات المصالح الفلاحية لولاية الوادي، على أن الإدارة الوصية المذكورة، ليس من مسؤوليتها إصلاح الأعطاب التي تلحق بالآبار الرعوية، وأوضحت بأن هذه المهمة هي على عاتق المربين المستفيدين من هذه الآبار، وعللت ذات المصالح ذلك بالمسافات المتباعدة بين الآبار الرعوية والتي يصعب الوصول إليها، وأضاف أن الدولة هي من تتولى الحفر وتجهيز الآبار بكل ما يلزمها من معدات ضخ، وغيرها من التجهيزات، غير أن المصالح المذكورة تعهدت بإيجاد حلّ لهذا المشكل في القريب العاجل. يذكر أن مربي الإبل في ولاية الوادي يواجهون مشاكل عويصة أدت إلى تناقص أعداد الجمال سنة بعد سنة، فبالإضافة إلى مشكل نقص عدد الآبار الموجهة للإبل، رغم أن مراعي الولاية المترامية الأطراف تعد أكبر عدد من الجمال على المستوى الوطني، يعاني المربون من قصور برامج الدعم الفلاحي، والموجه للنهوض بالقطاع والتي لم تحقق النتائج المرجوة منها، ودعوا إلى ضرورة توجيه برنامج خاص للنهوض بهذه الثروة.