يعاني سكان قرية ببوخة التابعة إداريا لبلدية اميه ونسة، والواقعة غرب ولاية الوادي من مشاكل تنموية عديدة، جعلت أعداد القاطنين بها تتناقص سنة بعد سنة ، فلا ماء ولا كهرباء ولا صحة يضاف إليها عزلة قاتلة، كثيرا ما أرقت الأهالي. يتحدث سكان القرية بمرارة كبيرة عن مشاكلهم، والتي بسببها باتوا يرون أبسط الضروريات حلما صعب المنال، فالألف نسمة الذين يقطنون ببوخة يعانون من أزمة خانقة في التزود بالمياه، جعلتهم يعانون أزمة عطش حادة، وذكر عدد منهم أن مياه حنفياتهم ملوث ولونه يميل للأصفر في غالب الأحيان، مؤكدين أنه لا يصلح حتى لغسيل ملابسهم، هذا الوضع أجبر أهالي ببوخة على اللجوء لشراء المياه من الشاحنات بمبالغ مالية باهظة، وهو ما أثقل ميزانياتهم، لكن الحل المذكور ليس بوسع الجميع اللجوء إليه، إذ أن أغلب العائلات في القرية هي فقيرة لا يتحملون ثقل هذه المصاريف بشكل يومي.
صحة مريضة ووضع بيئي مترد كما اشتكى السكان من غياب التغطية الصحية عن قريتهم، التي لا تتواجد بها حتى قاعة علاج تستجيب للحاجيات الصحية لساكنتها، والتي تعتبر من أهم ضروريات الحياة، وأوضح أهالي ببوخة أنهم باتوا يعانون الأمرين جراء ذلك، إذ يتطلب تضميد جروح، أو حقن التنقل إلى عاصمة البلدية، كما أن الأولياء يضطرون إلى اكتراء سيارات الكلوندستان، من أجل مختلف التطعيمات واللقاحات لأبنائهم، ويضطر الكثير منهم للمشي على الأقدام، خاصة وأن غالبيتهم أوضاعهم المالية متواضعة، وما يزيد من صعوبة الأوضاع الصحية في ببوخة هو تكاثر العقارب فيها، وهو ما جعل القاطنين في القرية يتعرضون بكثرة للسع العقربي بشكل كبير كون المكان مملوء بالعقارب، حيث أن أولادهم يتعرضون للسعاتها لكن ذلك لم يشفع لهم لدى السلطات في فتح مرفق صحي فيها. وتعرف ببوخة بالإضافة إلى ذلك، وضعا بيئيا مترديا، نتيجة الانتشار الكبير للإسطبلات الفوضوية لتربية الماعز، والتي تتسبب في انتشار بعض الأمراض الجلدية كالليشمنيوز، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، وتعكر صفو الحياة، خصوصا في فصل الصيف، وتجلب الحشرات وانتشارها في كافة شوارع وأحياء القرية، كالذباب والبعوض، كما أن القرية تعرف انتشارا كبيرا للمزابل، والقمامة في كل أرجائها، والتي يقف عليها العام والخاص وباتت شوارع القرية مرتعا للحشرات الضارة والخطيرة كالعقارب. ويشتكي أهالي ببوخة من عدم إدراج مشروع شبكة الصرف الصحي على مستوى تجمعهم السكني، مما جعل السكان يلجؤون لحفر آبار تقليدية لصرف المياه، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة، بالإضافة إلى المخاطر التي تسببها الآبار التقليدية على حياة السكان، وحتى على الزراعة وأشجار نخيل البعلي المنتشرة في منطقة أميه ونسة.