بعد أن توجس الأهل خيفة من أن يحدث لها مكروه، بعد اختفائها المحيّر، ها هي العناية الإلهية تقرّر أن تكون نهاية قصة فقدان الطفلة صورية لعيبش بتيسمسيلت، صاحبة الثلاث سنوات، سعيدة، وبمثابة مفاجأة سارة لم تكن لا على البال ولا على الخاطر. وكانت غابات قرية بودومة الواقعة بإقليم بلدية سيدي سليمان في ولاية تيسمسيلت، قد شهدت، الأربعاء، عملية تمشيط واسعة نفذتها فصائل البحث والتدخل التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بمساعدة أفراد الجيش الوطني الشعبي، ومصالح الحماية المدنية والغابات مباشرة بعد التبليغ عن اختفاء الطفلة، صورية لعيبش، صاحبة الثلاث سنوات ونصف عن أنظار أفراد عائلتها، بقرية بودومي. عملية البحث الأولية حسب ما جاء على لسان قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بتيسمسيلت، تمت بمعاينة مسكن الضحية والاستماع إلى أقوال أقاربها وجيرانها من قبل فرقة الأبحاث التابعة مصالح الدرك الوطني، في حين انطلقت عملية البحث من منزل المفقودة صورية، بالاستعانة بخبرة أهالي المنطقة وبواسطة الكلب البوليسي المختص في اقتفاء الآثار الذي قاد عناصر الدرك مباشرة إلى سد كدية الرصفة بإقليم بلدية بني شعيب، وهناك تم الاستعانة بفرقة الغطس التابعة للحماية المدنية للبحث عن الضحية في قاع السد. ورغم أن هذه السلالة من الكلاب تعتبر من الكلاب التي تتميز بالذكاء ويعتمد عليها كثيرا في تحديد الهدف، إلا أنها هذه المرة لم تصب ما دفع بذات المصالح إلى توسيع دائرة البحث خارج محيط السد فبعد مرور 30 ساعة كاملة من البحث كتب القدر نهاية سعيدة لقصة صورية بعد أن تم العثور عليها نائمة بالقرب من جذع شجرة على مقربة من السد وعلى بعد نحو خمسة كيلومترات عن مقر مسكنها العائلي، حيث أفضت مجهودات الجميع إلى إنقاذ حياة صورية في اللحظة المناسبة خاصة أن المنطقة معروفة بوجود حيوانات مفترسة مثل الذئاب والضباع إلى جانب الخنازير والكلاب الضالة، ومع ذلك لم تصب بأي أذى. وقد جرى نقل الطفلة على عجل إلى مستشفى برج بونعامة يحيط بها فريق طبي بالعناية اللازمة، كما علمنا من مصادر استشفائية أن صورية ستقضي في المستشفى بضعة أيام حتى تستعيد كامل عافيتها.