سلطت محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالعاصمة، الأحد، عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا و100 ألف دينار غرامة مالية في حق مسبوق في العقد الخامس، بتهمة انتحال هوية عقيد بالجيش والتجوّل ببزة نظامية بغرض الإيقاع بعشرات الضحايا طيلة 25 سنة كاملة، حيث تمكن المتهم من خداع مؤسسات حكومية وعسكرية، إضافة إلى تعويض قدره مليون دينار جزائري لصالح العسكري المتقاعد. المتهم المتواجد رهن المؤسسة العقابية بالحراش ظل ينتحل صفة عقيد في الجيش طيلة ربع قرن باستعمال هوية ضابط حقيقي في الجيش، تعرف إليه سنوات التسعينات، حيث قدم له المتهم نفسه على أنه ضابط في الأمن العسكري، ما جعل الضحية يطلب منه مساعدته في تحويله إلى العاصمة وهو ما حدث بعد أيام بمحض الصدفة، الأمر الذي جعله يتأكد من صفته العسكرية لتوطيد العلاقة بينهما حيث تبادلا الزيارات ليتمكن بعدها المتهم من سرقة البطاقة المهنية الخاصة بالضابط ويضع صورته مكان صورة الضحية، حيث كان يحولها كلما تدرج في الرتب العسكرية، إلى أن بلغ رتبة عقيد وهي الخدعة التي تمكن من خلالها من خداع العشرات على غرار زوجته، غير أنه رفض تثبيت عقد الزواج، مدعيا أن له مشاكل قانونية وهي الحيلة التي انطلت عليها طيلة 6 سنوات حسب اعترافاتها. قضية الحال التي عرفتها محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالعاصمة تمت بعد توقيف المتهم في حاجز للدرك الوطني لمقاطعة بئر مراد رايس بالعاصمة، وبعد تفتيش وثائقه بمحض الصدقة، قدم نفسه على أساس أنه عقيد، وبعد ورود شكوك لمصالح الدرك تم فتح تحقيقات في الضابط، حيث أخبرتهم مصالح الجيش أن الضابط الحقيقي تقاعد ولم يصل إلى رتبة عقيد ليتم تفتيش منزل المشتبه فيه المتواجد بحي الصنوبر البحري، حيث تم حجز ست بدلات نظامية تابعة الجيش وذخائر حربية حية ووثائق هوية مزورة، وكذا أجهزة اتصال لاسلكية "طالكي والكي"، وكشفت التحريات المنجزة أن المتهم كان يتنقل على متن سيارات فاخرة مزودة بالمنبّه الضوئي "جيروفار".