قام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ساعات فقط قبل إغلاق باب الترشح لرئاسة منظمة اليونسكو بترشيح وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي، وهي من أصل مغربي ابنة أحد أكبر مستشاري القصر الملكي في المغرب اندري ازولاي، وهذا بعد أن كانت فرنسا، وهي دولة المقر قد وعدت بعدم طرح أي مرشح. وألمحت فرنسا إلى أن الرئاسة هذه المرة ستكون "للعرب" حسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية عربية من أروقة المنظمة، وفي الوقت الذي التزمت فيه الحكومات العربية الصمت خاصة البلدان التي قدمت مرشحين، وصفت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، جويل غاربو مايلام خطوة الرئيس هولاند بأنها إهانة للعرب والمنظمة معا، وشددت على أن هذا المنصب يجب أن يعود إلى أحد المرشحين العرب، وقالت المرشحة المصرية مشيرة خطاب إن ترشح الوزيرة الفرنسية مفاجأة كبيرة، لأنه جرى العرف أن المُضيف لا يرشح أحدا " في إشارة إلى فرنسا، وكشفت خطاب أن المرشحة الفرنسية كانت داعمة لها، وسبق وأن استقبلتها في مكتبها"، واعتبرت مصادر دبلوماسية من داخل المنظمة وفقا لتصريحات نقلتها الأحد الصحافة العربية أن ترشيح فرنسا لوزيرة الثقافة أودري أزولاي والتي تعد من أصل مغربي، يضمن لها 16 صوتاً في الدول الأوروبية وبعض الدول الآسيوية في المجلس التنفيذي لليونسكو، والذي يبلغ عدد أعضائه 58 دولة، كما أنها ستضمن عدداً كبيراً من الدول الإفريقية الفرانكفونية، والتي تتلقى دعماً كبيراً من باريس، فضلاً عن دعم المغرب مما يجعل المنافسة شرسة بينها وبين العرب الآخرين. المرشحة الفرنسية أودري أزولاي هي وزيرة الثقافة والاتصالات السابقة في فرنسا، رشحها المراقبون لتخطي المصرية "مشيرة خطاب"، حيث لا يتجاوز عمرها 45 عاماً، لتكون بذلك الأصغر بين جميع المرشحين، إلى جانب كونها يهودية الديانة، ومن أصول مغربية، وهي ابنة اندريه ازولاي، مستشار العاهل المغربي، مما يضمن لها ولاء القصر الملكي ومجموع الدول الفرانكفونية والإفريقية الواقعة تحت تأثير فرنسا، خاصة وأن منظمة اليونسكو سبق وأن تعرضت لحملة شرسة من قبل إسرائيل يهود فرنسا لإصدارها قرارا تاريخيا يؤكد عدم وجود أي علاقة لليهود في القدسالمحتلة، وأماكنها المقدسة، وغيّبت الأدلة التاريخية للادعاءات الإسرائيلية في هذا الشأن، وكان العرب يعولون على نجاح أحد مرشحيهم الأربعة في حلافة ايرينا بوكوفا لتعزيز موقفها في ملف التراث والثقافة، وإعادة تعمير الآثار العربية والإسلامية المدمرة في سوريا واليمن والعراق وليبيا جراء الحروب وهجمات التنظيمات الإرهابية.