الفضيحة قد تعجل بإفلاس الشركة في حالة العجز عن التسديد تحولت قضية شركة "نيبروس" الأمريكية العالمية المحدودة ومقرها الرئيسي حاسي مسعود ولاية بورقلة، إلى فضيحة كبرى بعد أن رفضت ذات الشركة المتخصصة في خدمات حفر الآبار دفع مبلغ يقدر بحوالي 3 ملايين و300 ألف دولار أي ما يعادل 220 مليار سنتيم لخزينة الدولة بعد خروقات وصفت بالالتوائية في تحويل الحفارة البترولية رقم 283 دون الحصول على رخصة من مصالح الجمارك التي اكتشفت التجاوزات الحاصلة منذ مدة والملف لم يفصل فيه لحد الآن. * الشركة الأجنبية المذكورة دخلت إلى الجزائر سنة 2001. بدأت عمليات الحفر في حوض بركين لفائدة شركتي بركين "أنا دركو" و"مجمع أورهود"، حيث كانت الأمور في شقها التأميني على الحفارات وكيفية نقلها وطرق تحويلها من موقع نفطي إلى آخر بالتنسيق مع مصالح الجمارك والتصريح برقم الأعمال والنشاط لمصالح الضرائب تسير بصفة عادية أي ما يعني أن إدارة الشركة تفقه جيدا التشريع الجزائري، غير أن المفاجأة كانت عام 2006، حيث تجاوزت الشركة الخطوط الحمراء وقامت عقب مصادقة مدير العمليات بالشركة "جون ڤات" وهو من جنسية مالطية على نقل الحفارة البترولية رقم 283 بكل تجهيزاتها للحفر في منطقة "ڤرد الخروف" القريبة جدا من حقل بركين الواقع 350 كلم عن حاسي مسعود بدون رخصة من مصالح الجمارك وذلك بعد انتهاء العقد المبرم مع شركة "أجيب" الإيطالية إذ أمضت عقدا آخر مع شركة "سيبسا" الإسبانية وتعمدت تحويل الحفارة، بالمقابل تجاهل المصالح الجزائرية المختصة وهو ما يعد خرقا صارخا للقانون، كما أنها لم تلتزم بتوجيهات مصالح الجمارك التي أنذرت الشركة ذاتها في السابق بعدم نقل أي حفارة إلا بترخيص مسبق مكتوب وهو ما لم يتم ولازالت الشركة تتهرب من دفع ما قيمته 3 ملايين و300 ألف دولار، أي ما يعادل 220 مليار سنتم لخزينة الدولة كمخالفة وهو الملف الثقيل الموجود حاليا على مستوى مكتب المدير العام للجمارك الذي يتعامل معه بصرامة استنادا إلى مراجع مطلعة، حيث لازالت مصالح الجمارك تصر على تحصيل المبلغ الكبير من الشركة مما يجعل هذه الأخيرة في وضعية حرجة. * ومما يعزز صحة المعلومات التي بحوزتنا أن الشركة عجزت في الوقت الحالي عن تحويل الحفارة رقم 283 الموجودة في "حقل كحلوش" بولاية أدرار وكانت تعمل لصالح الشركة الإسبانية "ريبسول" والمتوقفة عن العمل منذ أوت 2009 بعد انتهاء العقد وكذا الحفارة رقم 284 الموجودة بحقل "حاسي موينة" بولاية البيض لفائدة الشركة النرويجية "سات أويل" المتوقفة هي الأخرى في مارس 2009 خوفا من العقوبات التي قد تسلط عليها في حالة نقلهما كما حدث في القضية الأولى بحيث تم تسريح جل العمال باستثناء البعض منهم في الحفارة رقم 284، ورغم أن شركة "نيبروس الأمريكية" ظفرت بعقد للحفر في حقول تملكها سوناطراك بمنطقة حاسي العقرب 50 كلم عن حاسي مسعود، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على رخصة تحويل الحفارتين، بداعي المخالفة الأولى التي فتحت بشأنها تحقيقات. * وتؤكد مصادرنا أن الرئيس المدير العام للشركة الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والأمريكية المسمى "زيقي مايزنر" قد نزل إلى الجزائر في خطوة منه الإعفاء الشركة من المبلغ الضخم، إلا أن مساعيه بات بالفشل نظرا لتعامل المديرية العامة للجمارك مع الملف بجدية وحزم، ومعلوم أن شركة "نيبروس الأمريكية" تملك 9 حفارات بترولية وتتعامل مع مجمع سوناطراك أيضا... الموضوع للمتابعة.