تدخل المذكرة التي وقعتها الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران حول تأسيس "مناطق تخفيف العنف"، أو ما يعرف أيضاً بمناطق "خالية من الاشتباكات" في سوريا، الجمعة، حيز التنفيذ، حيث ستبدأ الدول الثلاثة العمل على تفاصيل إطار الاتفاق. ووقعت الدول الثلاث الضامنة للمباحثات بين النظام السوري والفصائل المسلحة بختام مؤتمر أستانة الرابع أمس (الخميس)، على المذكرة. وتنص المذكرة على تحديد أربع مناطق خالية من الاشتباكات، تشمل محافظة إدلب (شمال غرب)، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، وبعض المناطق شمالي محافظة حمص (وسط)، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظتي درعا والقنيطرة، جنوبي سوريا. ومن المقرر وفق الاتفاق، أن يتم تشكيل "مناطق مؤمنة"، على امتداد حدود المناطق الخالية من الاشتباكات، تنشط فيها "نقاط تفتيش" تضمن مرور المدنيين العزل، وإدخال المساعدات الإنسانية، واستمرار الأنشطة الاقتصادية. ويتولى فريق عمل مشترك تشكله الدول الضامنة في غضون أسبوعين، تحديد حدود المناطق الخالية من الاشتباكات والمناطق المؤمنة التي ستُشكل على طول حدودها بشكل قاطع. وبموجب المذكرة ستتوقف كافة أشكال الاشتباكات بين النظام السوري، والفصائل المعارضة المشاركة أو التي ستشارك في هدنة وقف إطلاق النار، بالمناطق الخالية من الاشتباكات، بما فيها الغارات الجوية. ووفقاً للمذكرة، فإن محاربة تنظيمي القاعدة، و الدولة الإسلامية (داعش) ستستمر في داخل وخارج المناطق الخالية من الاشتباكات في سوريا. وستُشكل المناطق المؤمنة على طول حدود المناطق الخالية من الاشتباكات، وذلك بهدف منع حدوث اشتباكات أو أحداث متبادلة بين الأطراف المتصارعة. وستكون مدة سريان المناطق الخالية من الاشتباكات لمدة ستة أشهر كمرحلة أولى، حيث ستتولى وحدات تابعة للدول الضامنة إدارتها. وتتولى وحدات من قوات الدول الضامنة الإشراف على نقاط التفتيش والمراقبة، وإدارة "المناطق المؤمنة"، بالتفاهم فيما بينها، ويمكن الاستعانة بوحدات من أطراف أخرى عند الضرورة. وبتوافق بين الدول الضامنة يمكن تمديد بشكل تلقائي فترة المناطق الخالية من الاشتباكات، والمناطق المؤمنة المحددة، والمبينة لستة أشهر. ومع تشكيل المناطق المذكورة سيتم وقف جميع الغارات الجوية في المناطق المحددة. وكما سيتم إيصال المساعدات الإنسانية بأسرع ما يمكن إلى المحتاجين في المناطق الخالية من الاشتباكات. وسيتم تهيئة الظروف اللازمة لإيصال الاحتياجات الأساسية والمساعدة الطبية للمدنيين، واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية مثل شبكة الماء والكهرباء، وخلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم. ووفقاً للمذكرة، فإن الدول الضامنة ستنتهي من إعداد خارطة بالمناطق الخالية من الاشتباكات، والمناطق المؤمنة لغاية الرابع من جوان المقبل، واتخاذ الخطوات الضرورية من أجل فصل المعارضة المسلحة عن الجماعات الإرهابية.