علّق وفد المعارضة السورية الرئيسية في جولة المفاوضات التي تستضيفها مدينة أستانة عاصمة كازاخستان، الأربعاء، مشاركته إلى حين الالتزام الكامل بوقف القصف. ويعتقد أن الوفد قرر تعليق مشاركته احتجاجاً على تواصل الغارات الجوية الحكومية على المدنيين. وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات ستدرس خطة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، من أجل تسهيل التوصل إلى وقف إطلاق النار. وقد أرسلت الولاياتالمتحدة، لأول مرة، مسؤولاً في وزارة الخارجية، بصفة مراقب إلى هذه المفاوضات. ويحضر المفاوضات أيضاً مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، ستافان دي مستورا. وترعى روسياوتركيا المفاوضات بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة من أجل إنهاء ستة أعوام من النزاع في سوريا. وتقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض من الأزمة السورية، إذ تساند روسيا حكومة الرئيس، بشار الأسد، عسكرياً وسياسياً، بينما تدعم تركيا فصائل من المعارضة السورية. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من المعارضة قوله، إن المقترح الروسي ينص على إنشاء مناطق أمنة في المدن والقرى التي تسيطر عليها المعارضة، شمالي محافظة إدلب، وفي مناطق من محافظة حمص في الوسط والجنوب، وفي الغوطة الشرقية، قرب دمشق. وتهدف هذه الإجراءات، حسب المقترح، إلى "إنهاء فوري لأعمال العنف"، وتوفير الشروط "لعودة آمنة للاجئين طواعية". وتستفيد المناطق الآمنة فور إنشائها من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، حسب التقرير، كما تنشر حول هذه المناطق بعد تحديدها نقاط مراقبة وتفتيش تديرها قوات مشتركة من الحكومة والمعارضة، فضلاً عن قوات مراقبة من دول أخرى. ويذكر التقرير روسياوتركيا وإيران باعتبارها الدول الضامنة للخطة. وتشكل الدول المعنية مجموعة عمل مشتركة خلال خمسة أيام من توقيع طرفي النزاع على الاتفاق. وتشرع مجموعة العمل المشتركة في تحديد المناطق، والإشراف على نزع السلاح فيها. وتساعد الدول الضامنة الحكومة والمعارضة في مكافحة الجماعات المتطرفة، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأسفر النزاع المسلح في سوريا، خلال ستة أعوام، عن مقتل 320 ألف شخص، ونزوح الملايين عن ديارهم ولجوء آخرين إلى دول المنطقة وإلى أوروبا وأمريكا. وتأتي مفاوضات أستانة، التي ترعاها تركياوروسيا، تكملة لمفاوضات جنيف، التي رعتها الأممالمتحدة، دون تحقيق هدفها الأساسي وهو إنهاء النزاع المسلح.