الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    لبنان : ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 3670 شهيدا و 15413 مصابا    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الشباب يهزم المولودية    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحياة الخاصة لوردة الجزائرية خط أحمر ولا أفلام عن سيرتها من دون استشارتنا
نجلها رياض القصري يكشف للشروق في ذكرى رحيلها الخامسة

في ال17 ماي 2017 تكون قد مرت خمس سنوات على رحيل أميرة الطرب العربي وردة فتوكي، المعروفة فنيا باسم وردة الجزائرية عن عمر ناهز ال72 سنة بالقاهرة، حيث كانت مستقرة منذ سنوات. رغم ميلادها في فرنسا من أب ينحدر من ولاية سوق أهراس وأم لبنانية إلا أن مسيرتها الفنية ارتبطت بقوة بالجزائر وعرفها العالم أجمع باسم وردة الجزائرية التي تركت رصيدا فنيا مرصعا بالذهب وريبارتوارا راقيا ما يزال يلهم الأجيال وسيبقى.
أصوات عربية تغني أشهر روائعها وبرنامج "الذهبية" يبث الأربعاء
وردة الجزائرية تعود بقوة في ذكرى رحيلها الخامسة!
ندى الريحان وكرزون ومحرزية ونادين ومروى في الموعد
تُحيي القنوات والتلفزيونات العربية هذا الأسبوع، الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، والتي تصادف 17 ماي من كل عام، بينها المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري الذي خصص برنامجا خاصا بالمناسبة من إخراج رستم بن ناصر، فيما تحيي نجمة "ستار أكاديمي11" سهيلة بن لشهب حفلا خاصا تشدو فيه بباقة من أجمل ما جادت به حنجرة المرحومة وردة.
وصلت الفنانة الشابة سهيلة بن لشهب، أمس الأحد، إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادا لإحياء حفل الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، وهو ما سبق أن كشفنا عنه في "الشروق" في عدد سابق.
وحسب ملصق الحفل الذي نشرته خريجة "ستار أكاديمي11"، فإن الحفل سيقام على مدار يومي 15 و16 ماي الجاري بقاعة "أوبرا مونبولييه"، حيث من المقرر أن تشدو بن لشهب بعدد من أغاني أميرة الطرب العربي الطويلة والقصيرة.
من جهته، يحيي التلفزيون الجزائري سهرة هذا الأربعاء، ذكرى رحيل الفنانة وردة ببرنامج خاص ستُحييه خمسة من أجمل الأصوات العربية في الوطن العربي ويقدمه نجم التلفزيون المنشط محسن بوزرطيط، ويتعلق الأمر بكل من الفنانة ندى الريحان من الجزائر، ديانا كرزون من الأردن، محرزية الطويل من تونس، نادين صعب من لبنان، مروة ناجي من مصر. مع العلم أن هذا البرنامج كان قد حاز مؤخرا على الجائزة الذهبية خلال فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس.
هذا وستشدو الفنانات الخمس خلال الحلقة: "وحشتوني" و"في يوم وليلة" بصوت مروة ناجي.. "أوقاتي بتحلو" بصوت محرزية الطويل، رائعتي "الوداع" و"اسمعوني" بصوت نادين صعب.. "أدعوك يا أملي" و"عيد الكرامة" بصوت ندى الريحان، وأخيرا أغنية "بتونس بيك" بصوت "سوبر ستار العرب" ديانا كرزون.

تلقت هدية من بوتفليقة وكرمها صابر الرباعي وأصالة
هكذا احتفلت وردة بأول وآخر عيد ميلاد لها في الجزائر
احتفلت وردة الجزائرية، بعيد ميلادها الثالث والستين، عشر سنوات، قبل رحيلها، وبالضبط في الثاني والعشرين من شهر جويلية 2002، وهذا لأول مرة في الجزائر، ولآخر مرة أيضا، في أجواء شعبية، بعد أن تزامن الحدث مع احتضان تيمقاد لمهرجانها الدولي، ومن دون أن تدري وردة، التي كانت ضيفة شرف على المهرجان، الذي تحتضنه ولاية باتنة كل صائفة، نزلت في مقر والي ولاية باتنة، وكانت إلى جانبها صديقتها الممثلة المصرية إلهام شاهين، ولقيت وردة رفقة صديقتها المصرية، ترحابا منقطع النظير من جمهور حضر بقوة إلى مسرح تيمقاد الروماني، لحضور حفلة ساهرة، أحياها ثنائي الطرب، التونسي صابر الرباعي والسورية أصالة نصري.
"الشروق" غطّت الاحتفالية الخاصة في أجواء أخوية، لم تكن حينها الحساسية الكروية ما بين الجزائر ومصر قد اندلعت، ولم تكن أيضا تونس أو سوريا قد عاشتا ربيعهما العربي، ظلت وردة توزّع الابتسامات وتقف بين الحين والآخر، لتقدم التحيات والقبلات لجمهور، لم يتوقف عن أداء أغاني عيد الميلاد، وخطفت وردة الأضواء من أصالة والرباعي، وطبعا من وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، وبالرغم من أن صابر الرباعي وأصالة أديا أمام سيدة الغناء وأميرة الطرب أغنية التونسية عليا، "ع اللي جرى"، وهي من كلمات محسن الخياط الذي ألف لوردة، ومن ألحان حلمي بكر الذي قدم لوردة أغنيتها الشهيرة "عيد الكرامة"، إلا أن وردة ظلت تترنّح برأسها طربا، وأبت إلا أن تصعد إلى مسرح تيمقاد لأجل تحية الفنانين، الذين راح كل منهما، يعترف بأن ملهمته الأولى هي وردة الجزائرية، ونجحت الحفلة جماهيريا، واعتبرت دورة 2002 لمهرجان تيمقاد الأكثر نجاحا في تاريخ هذا المهرجان الدولي، الذي لم يسبق وأن غنت فيه وردة الجزائرية، بل ولم تحضر فعالياته إلا مرة واحدة، في سنة 2002 كضيفة شرف، وكانت وردة في تلك الفترة قد أجرت عملية جراحية غيّبتها عن الفن، وعندما وجهت لها الدعوة أصرّت أن تُحضر معها إلهام شاهين، التي كانت إلى جانبها في محنتها المرضية.
المشرفون على الحفل من سلطات ولاية باتنة، قدموا لوردة طورطة بطول قارب المترين، فقدمتها هدية لجموع الإعلاميين الذين غطوا الحفلة، كما تهاطلت عليها الهدايا من والي ولاية باتنة، ومن وزيرة الثقافة وأيضا من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومن الطرائف التي وقعت، أن الجوائز على كثرتها تمّ ركنها على مسرح تيمقاد، على جانب الخشبة، وبعد نهاية الحفلة غادر الجميع ونسوا الهدايا قبل أن يعود بعض المسؤولين لنقل هذه الهدايا في غسق الليل.
وردة الجزائرية التي ولدت في باريس، وعاشت فيها طفولتها وجزء من شبابها، ثم تزوجت صغيرة من رجل عسكري محافظ جدا، قبل أن تطير إلى مصر لفتح صفحة الطرب الذي قدمته للعالم العربي، لم تحتفل بعيد ميلادها إلا مرة واحدة في الجزائر، فكان بهذه الطريقة الكرنفالية التي جعلت وردة تقول، بأنها عاشت أحلى أيام عمرها، وتمنت لو كان ابنها رياض وابنتها وداد إلى جانبها، فكان أول وآخر عيد.
هذا ما قالته وردة الجزائرية في آخر حوار مع الشروق:
اخترت آمال ماهر وليس أنغام لأداء دوري في فيلم "بليغ حمدي"
الحكومة لم تساعدن على تحقيق حلم بناء مدرسة فنية في الجزائر
كانت أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية صريحة جدا في آخر حوار لها مع "الشروق اليومي" مباشرة بعد إجرائها عملية جراحية نهاية 2007، حيث حلت ضيفة على ملتقى "بسكرة" وقدمت أغنية عن "الوحدة العربية" بعنوان "نداء الضمير" والتي سبق وان أدتها في ستينات القرن الماضي.
وقالت الراحلة بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين برفقة الملحن المصري حلمي بكر أنها تتأسف كثيرا لأن المنتجين أصبحوا يهتمون بالجمال والفساتين على حساب الصوت، وأنها تشاطر صديقها الملحن في قوله أن هذا الزمن هو زمن "اللحم الأبيض المتوسط".
كما كانت واضحة جدا في ردها على سؤال حول من تختار ليؤدي دورها في فيلم عن حياة "بليغ حمدي" بعد أن انتشر خبر ترشيح أنغام أو سمية الخشاب. وقالت في هذا السياق "هو فيلم وثائقي ليس من إنتاجي ولكني لم اختر أيا منهما، بل اخترت أحسن صوت في العالم العربي هو آمال ماهر".
ويبقى موضوع مذكرات الراحلة وردة الجزائرية لغزا أو سرا عائليا، لأنه وخلال الخمس سنوات التي أعقبت وفاتها لم يصرح ابنها أو أصدقاءها عن أي مذكرات، وهي من أكدت للشروق وقتها على أنها قررت أن تبدأ في كتابة مذكراتها "لتعرفوا ما لا تعرفوه عن وردة".
وتأسفت وردة الجزائرية، لأن طلبها الذي تقدمت به للحكومة الجزائرية منذ سنوات بهدف إنشاء مدرسة فنية لم يلق الدعم "المشروع توقف، لأن الحكومة لم تساعدن، أنا لا استطيع أن ابني مدرسة موسيقية لوحدي، طرحت المشروع على أساس أن يساعدوني في الإنجاز وأنا أتكفل بالتكوين".
نجلها رياض القصري يؤكد للشروق:
لم يقدم أي منتج مشروعا لإنجاز فيلم أو مسلسل عن وردة
عبّر نجل أميرة الطرب العربي رياض القصري عن امتنانه للمنظمين الذين اختاروا إحياء الذكرى الخامسة لرحيل والدته أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية سواء في الجزائر أو في مصر أو في فرنسا. وقال في اتصال مع الشروق "التكريمات التي حظيت وتحظى بها الراحلة دليل قوي على أن الفن الراقي باق وأن الطرب الأصيل بخير في عالمنا العربي. الوالدة تركت إرثا فنيا كبيرا ومن الجميل أن أسمع أصواتا شابة تعيد إحياءه وغناءه في الكثير من المناسبات وخاصة عندما يتعلق الأمر بنجم جديد في الساحة الفنية".
وأكد رياض القصري أنه ليس ضد مشروع فيلم أو مسلسل عن حياة "وردة الجزائرية" ولكنه يصر وكل أفراد العائلة على أن يستشاروا فيما يتعلق بالأمور الخاصة والشخصية لأنهم حسبه الوحيدون القادرون على الإدلاء بها والجزم بصحتها من خطئها.
وأضاف موضحا "إذا كان المشروع فيلما وثائقيا فالمادة موجودة من حفلات وصور وتسجيلات ولكن عندما يتعلق الأمر بفيلم سينمائي طويل أو مسلسل فيجب أن يشاورونا والأكيد أننا لن نتدخل في النص ولكن على الأقل نصحح المعلومات وأشير إلى أنه لم يتصل بنا أي منتج منذ وفاة الوالدة رحمها الله".
مخرج فيديو آخر أغنية.. مؤنس خمّار ل"الشروق":
وردة قررت ألاّ تبيع كليب "أيام" ووُزّع مجانا على القنوات
منال غربي عوضت وردة الجزائرية في رسومات التحريك
بعد خمس سنوات، على رحيلها، يعود مخرج كليب "أيام"، مؤنس خمّار إلى الحديث عن ذكريات وتفاصيل لقائه بأميرة الطرب العربي وردة الجزائرية قبيل تصوير العمل بالجزائر، وكيف تم التحضير له وماذا حدث بعد وفاة وردة الجزائرية في ال17 ماي 2012.
قال المخرج مؤنس خمّار في حديث ل"الشروق" إنّ ما يجهله بعض الجمهور أنّ سيناريو آخر كليبات الراحلة وردة "أيام" كان تحت إشرافها بعد ما وافقت على قصته التي أدى أدوارها كل من الممثل السينمائي حسان كشاش وأحمد بن عيسى وعزيز بوكروني ومليكة بلباي وآخرين.
وأضاف خمّار أنّه عقد اجتماعا مع وردة الجزائرية دام ساعتين كاملتين، تم خلاله الاتفاق على مختلف طيات العمل والسيناريو والتصوير وغيرها من النقاط. ولكن القدر أراد غير ذلك بأن فارقت وردة الحياة قبل أن تبدأ عملية تصويرها للجزء المخصص لها في الأغنية المصورة "أيام" والتي بثت على شاشات كبرى القنوات العربية.
وأكدّ مؤنس خمّار أنّ الراحلة وفّرت له كل الدعم رفقة طاقمه، لكن ما أثر فيه كثيرا هو تواضعها الكبير ورحابة صدرها، فكانت توصياتها أن ينجح العمل طفرة في صناعة الكليبات بالعالم العربي. واعتبر في السياق أن وردة وضعت فيه ثقة كبيرة لإنجاح العمل.
ولفت أنّ تصوير وردة الشق المتعلق بها على طريقة "بروتوسكوبي" "لم يكن مبرمجا، بل كان مبرمجا أن تظهر صوتا وصورة، وبالتالي تعويضها بالفنانة منال غربي قرار اتّخذه بعد وفاتها".
وأشار إلى أنّه بعد استكمال كتابة السيناريو كانت ما تزال وردة حيّة وبعد تعرضها للإرهاق والتعب تم تأجيل تصوير الجزء الخاص بها، لكن رحيلها غيّر البرنامج حيث عوضتها منال غربي عن طريق رسومات "الأنيماسيون".
مؤكدا في السياق ذاته أنّ المشروع بمختلف مراحله لم يتأخر، إذ بدأ التصوير في الفاتح ماي 2017، لكن تأجل بعضه بسبب الإرهاق والتعب الذي عانت منه في تلك الفترة إلى أنّ وافتها المنية في ال17 من الشهر ذاته.
وفي الصدد ذاته كشف مؤنس أنّ وردة اتخذت قرارا بعدم بيع "الكليب" لأي جهة وأنّ الهدف لم يكن تجاريا أبدا بالإجماع مع ابنها و"اريدو".
فريد الأطرش أكثر من ساعد وردة الجزائرية
خاضت حربا مع عبد الحليم وأم كلثوم بسبب بليغ حمدي
لم يكن سنّ وردة الجزائرية، قد بلغ العشرين، عندما خطفت لحنا رائعة من عملاق الموسيقى الراحل رياض السنباطي، وأدت بإتقان رائعة لعبة الأيام، التي لعبت بطولتها في سنة 1960، مثل ألمظ وعبد الحمولي، وتحوّلت أغنية "لعبة الأيام" إلى ظاهرة طربية أثارت الدهشة والغيرة، في نفوس الكثيرين والكثيرات.
كانت كوكب الشرق أم كلثوم، قد ولّت وجهها تجاه ألحان محمد عبد الوهاب، بروائع "أنت عمري" و"أمل حياتي" و"فكروني" و"غدا ألقاك"، فاستغلت وردة الفرصة كاملة، وخطفت بعض ألحان رياض السنباطي، فوضعت قدمها على طريق المجد والنجاح، واحتضن دخولها إلى مصر قبل استقلال الجزائر الموسيقار فريد الأطرش الذي مدّها بالنصيحة كما اعترفت بذلك، بل وقدّم لحنا ناجحا هو "كلمة عتاب"، التي أكمل لحنها بعد وفاة فريد الأطرش، زوجها بليغ حمدي، وهي واحدة من روائع وردة الجزائرية، وفتحت وردة قلبها للجميع، فأصبحت من أندر الفنانات اللائي غنين لكل الملحنين من كبارهم مثل محمد الموجي وكمال الطويل إلى صلاح الشرنوبي، وطبعا مرورا بزوجها بليغ حمدي.
كل هذا النجاح اللافت جعل وردة تعيش ما يشبه المعارك، بالرغم من أنها حصّنت نفسها في البداية بزواجها من الموسيقار الكبير بليغ حمدي، الذي كان رافضا للزواج، ويفضل أن يعيش لوحده، حيث اعتبر زواجها في سنة 1972 من بليغ حمدي، زلزالا بالنسبة لعبد الحليم حافظ، الذي كان في قمّة نجاحه بألحان بليغ حمدي، مثل "موعود" و"زي الهوى" و"نبتدي منين الحكاية". وحتى أم كلثوم قبل رحيلها بثلاث سنوات أحرجها الزواج المدني والفني بين وردة وبليغ حمدي الذي قدّم لأم كلثوم، روائع "بعيد عنك" و"ألف ليلة وليلة" و"سيرة الحب" و"حبّ إيه"، فوجدت وردة نفسها من دون أن تدري، تُحرج عمالقة الطرب في مصر وأكبر عملاقين في عالم الطرب وهما العندليب الأسمر وكوكب الشرق، فدخلت في معركة حقيقية مع عبد الحليم حافظ، بل واعتبرته من أسباب طلاقها من بليغ حمدي، عندما هاجمته بطريقة غير مباشرة في أغنيتها الشهيرة "أولاد الحلال"، وغنّت له، كلمات جارحة: "كل يوم قاعدين في بيتنا يطلعو يجيبو في سيرتنا.. ناس ما بتحبش راحتنا"، وتعرض عبد الحليم حافظ لموقف هو الأسوأ في حياته الفنية عندما أدى لأول مرة رائعة "قارئة الفنجان"، حيث لم يتوقف الجمهور عن التصفير، وخرج عبد الحليم عن تركيزه، وصاح في وجه الجماهير، واتهم وردة بإزعاجه ومحاربته بالبلطجية.
ونفت الراحلة أن تكون لها يد في ما حدث، وكانت ضمن المعزين، عندما توفي عبد الحليم حافظ، في أواخر شهر مارس من عام 1977، ومع كل ما قدمته وردة للطرب العربي من روائع، لم يتم ضمّ اسمها للعمالقة الأربعة وهم محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ولكن كبار الطرب لم يبخسوها حقها واعتبروها ظاهرة فنية قائمة بذاتها، لم تكن شاعرة ولا ملحنة، ولكن ذكاءها وصوتها مكناها من أن تنجح فنيا بتراث سينمائي وتلفزيوني، وأغان لا يمكن أن تتكرر مثل "دندنة" و"في يوم وليلة".
أكدها لخضر بن تركي بعد وفاتها واضعا حدا للإشاعات
وردة الجزائرية غنّت مجانا في كل مهرجانات الجزائر
بوتفليقة أهداها إقامة في نادي الصنوبر وفاجأها بحضوره
وما يدعم كلام مؤنس خمّار حول مجانية كليب "أيام" هو تصريح المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي عندما قال في التأبينية التي نظمتها "الشروق" للفقيدة في 2012: "وردة الجزائرية لم تتقاض فلسا واحدا مقابل الحفلات التي أحيتها في الجزائر منذ الثمانينيات، حيث كان الديوان الوطني للثقافة والإعلام يتولى تنظيم هذه التظاهرات، خلافا لما كنا نسمع من الشائعات التي روجت عن اشتراط الفنانة الراحلة للملايير من أجل الغناء في الجزائر. وتابع قائلا: "اتصلت بوردة سنة 1999 وكانت الجزائر تعاني ضائقة مالية بحكم الأوضاع التي كانت تعيشها حتى أعرض عليها طلب الغناء في ذكرى الاستقلال، وأخبرتها أن إمكاناتنا المالية ناقصة، ولكنها لم تعارض وقالت لي بالحرف اتفق مع الفرقة وتوكل على الله.
وأردف: "وبالفعل، جاءت المرحومة وأحيت حفلا كبيرا في قاعة حرشة في قلب العاصمة، وبحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي لم نكن نتوقع حضوره الحفل، ومنحها بعدها إقامة في نادي الصنوبر، حيث يقيم كبار رجالات الدولة من سياسيين ووزراء، ومنذ ذلك الوقت لم تغب وردة عن الجزائر وكانت تزور وطنها باستمرار".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.