دق منتجو الدلاع في ولاية الوادي، ناقوس الخطر بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها، إثر العاصفة الرملية الأخيرة التي اجتاحت الولاية، وتوقعوا ارتفاعا قياسيا في أسعار هذه الفاكهة الشعبية مع دخول شهر رمضان المعظم. وأوضح عدد من المزارعين الذين تخصصوا في إنتاج محصول البطيخ الأحمر أو كما يسمى "الدلاع"، خاصة في مناطق ميه الأعشاش ببلدية ميه ونسه، وبلدية المقرن أن الرياح القوية التي شهدتها المنطقة منذ بداية فصل الربيع، تسببت في أضرار بليغة لنبتة "الدلاع" التي كانت في مرحلة النمو المبكر في عديد المناطق، كما تسببت العاصفة الرملية التي ضربت نهاية الأسبوع المنقضي، ولاية الوادي وكل ولايات الجنوب في تسجل أضرار بليغة في نبتات الدلاع، التي سلمت من الزوابع الرملية السابقة، حيث عرت هذه الأخيرة التربة التي كانت تغطي البذور وبمرور الوقت اقتلعت النبتة الصغيرة من جذورها، بل إن عددا من المستثمرات الفلاحية التي وصل فيها "الدلاع" إلى مراحل متقدمة من النضج، غطت بالرمال بالكامل، ما أدى إلى منع التنفس عنها ومنه إلى موت النباتات. ويتحدث المزارعون الذين اختصوا في زراعة هذه الفاكهة التي تعتبر الأكثر شعبية بين الجزائريين عن تكبدهم لخسائر فادحة من الصعب تعويضها، من خلال استدراك ما فات من خلال إعادة زرع البذور من جديد، على أمل أن تبلغ مرحلة النضج في الوقت المناسب. كما تطرق الفلاحون للخسائر الأخرى التي لحقتهم جراء الرياح العاتية والتي بلغت سرعتها في بعض المناطق 90 كيلومترا في الساعة كتلف أنظمة السقي لديهم سواء أكان هذا السقي بالتقطير أو عبر الرش المحوري الذي هوت الأعمدة الحديدية المشكلة له. هذه الخسائر دفعت الفلاحين في الجهة لمطالبة السلطات المحلية وكذا مديرية المصالح الفلاحية التخفيف من الأضرار المالية التي تعرضوا لها، وذلك من خلال ضرورة المرافعة من أجل إدراج أنظمة السقي المحلية في ولاية الوادي ضمن آليات السقي التي يتم تدعميها من طرف الدولة، وكذا تبسيط الإجراءات الخاصة بالتأمين الفلاحي على المحاصيل الزراعية من الكوارث الطبيعية. وفي ذات السياق، توقع عديد المزارعين وكذا التجار المتخصصون في بيع "الدلاع" بالجملة عبر مختلف أسواق الخضر والفواكه بالجملة عبر ولايات الوطن أن يلامس سعر الكيلوغرام الواحد من الفاكهة المحبوبة لدى الكثير من الجزائريين حاجز ال100 دينار وربما أكثر من ذلك، بحلول شهر رمضان الفضيل، بحكم قلة المعروض من مزارع ولاية الوادي وباقي ولايات الجنوب، نتيجة للخسائر التي خلفتها الزوابع الرملية، مشيرا إلى أن مستويات الأسعار سوف لن تستقر إلا مع النصف الثاني من شهر رمضان مع دخول ولايات الشمال للإنتاج.