شن أمس، عمال الصيانة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية إضرابا مفتوحا، عن العمل، ما تسبب في شلّ كافة الرحلات الداخلية والخارجية على مستوى مطار الجزائر الدولية والداخلية، وسط حالة من الغليان لدى المسافرين الذين أبدوا امتعاضهم من قرار التوقف عن العمل المفاجئ، ودون أي إشعار مسبق أو ادني احترام للمسافرين قبل أن يتم تعليقه بعد الظهيرة بعد مفاوضات شاقة. قد شهد بهو مطار الجزائر الدولي أمس، حركة غير عادية بسبب الإضراب المباغت الذي شنه عمال وحدة الصيانة بالجوية الجزائرية، وهو ما أدى إلى إلغاء كافة الرحلات المؤدية نحو مختلف عواصم العالم، ناهيك عن الرحلات الداخلية التي ألغيت جميعها، فيما مكث المئات من المسافرين لساعات عديدة بالمطار على أمل استئناف الرحلات لكن دون جدوى.
نساء وأطفال يفترشون الأرض .. نساء وأطفال، شبابا ومسنون مرابطون أمام شبابيك الجوية الجزائرية من اجل الحصول على تذاكر السفر وتسليم الأمتعة بغية المرور إلى استكمال الإجراءات الأمنية، والتي تسبق الصعود إلى الطائرة.. في وقت أعلمت المذيعة عبر مكبر الصوت أن كافة الرحلات التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قد ألغيت جراء إضراب عمال الصيانة وهو الخبر الطي نزل على المسافرين كالصاعقة، بعدما أخلط كافة حساباتهم. عائلات بأكلها كانت جالسة وهي تنتظر فتح التسجيلات، وشيوخ كانوا يهبون للتوجه في رحلة نحو المملكة السعودية لأداء مناسك العمرة، بدوا جد مرهقين جراء طول مدة الانتظار ببهو المطار، وسط عدد غفير من المسافرين الذي لم يتسنى لهم السفر جراء الحركة الاحتجاجية المفاجئة، وتوقيف كافة الرحلات.. الساعة تصل حدود الحادية عشر صباحا، حالة احتقان.. تدافع بين المسافرين واستياء عميق واحتجاج لعمال الشركة جراء التأخر، ومطالب بالإفراج عن الرحلات. "الشروق" اقتربت منم بعض المسافرين فقالوا غاضبين: "نحن هنا منذ الساعة الخامسة صباحا كان من المفترض أن تنطلق الرحلة في حدود الساعة السابعة لكن كل الأمور تأجلت، كنا نعتقد في بادئ الأمر أن الرحلة قد تأخرت كالعادة ليتبين فيما بعد أن الأمر له علاقة بإضراب عمال الصيانة ما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات".
غضب عام وفوضى عارمة وأضاف أخر"لا ندري ما هو الحل جراء الإضراب، فلا مسؤولو الشركة نزلوا إلينا لتوضيح الأمور، ولا هم أعلمونا بموعد استئناف الرحلات"، مردفا " كل المسافرين حائرون بين العودة إلى منازلهم أو الانتظار في ظل غياب أدنى معلومة حول مدة الإضراب". اقتربنا بأحد الموظفين بالجوية الجزائرية للاستفسار حول مدة هذه الحركة الاحتجاجية فأجابنا بأنه ليس لديه أدنى معلومة بهذا الخصوص، باعتبار أن المفاوضات لا تزال جارية بين النقابة والمسؤولين المؤسسة وكل الأمور متوقفة عليها. وعند حدود الساعة منتصف النهار، فتحت الشركة باب التسجيلات لأول رحلة نحو مطار مدريد، وهو ما آثار استغراب المسافرين عن سبب الإفراج عن هذه الرحلة من دون سواها على الرغم من وجود عشرات الرحلات الملغاة والتي سبقت هذه الرحلة.