قرر عمال الخطوط الجوية الجزائرية المضربون، منذ ثلاثة أيام، استئناف العمل بداية من اليوم بعد التطمينات التي تلقوها بالاستجابة لجميع مطالبهم. ذكرت مصادر حسنة الاطلاع أن قرار استئناف العمل، الذي اتخذه عمال الخطوط الجوية الجزائرية، جاء بعد أن استعانت الحكومة بالأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، الذي نقل للمضربين تطمينات الحكومة بأنها ستستجيب لجميع مطالب العمال المحتجين. وكان الوزير الأول قد دعا موظفي الخطوط الجوية الجزائرية المضربين إلى الحوار. وأكد أن الدولة لا تقبل أن تؤخذ والمواطنون كرهائن. ودعا الجزائريين إلى تفهم الضغط الحاصل على سونلغاز فيما يتعلق بتوزيع الكهرباء في فصل الصيف. ودعت الحكومة موظفي الخطوط الجوية الجزائرية إلى الحوار لوقف الإضراب الذي شنه الموظفون منذ أربعة أيام، وتسبب في وضع كارثي للمسافرين واضطراب في الرحلات وخسائر مالية كبيرة للشركة. وقال الوزير الأول، أحمد أويحيى، في تصريح صحفي على هامش اختتام الدورة الربيعية لمجلس الأمة، أمس، إن الحكومة تدعو إلى ''فتح الحوار مع العمال، لكن في إطار القانون واحترامه وبكل صرامة''، مشددا في نفس الوقت على أنه ''ليس هناك مجال لأخذ الدولة والمواطنين كرهائن''، في إشارة إلى واقع ''الكارثة''، وحالة الاختناق التي تعرفها المطارات في الجزائر وفي عدد من الدول الأوروبية التي تسبب فيها إضراب موظفي الخطوط الجوية الجزائرية، لتزامنه مع عطلة فصل الصيف وعودة الآلاف من المغتربين إلى الجزائر. وأكد الوزير الأول أن الحكومة تسعى إلى مساعدة الشركة على تجاوز هذه المرحلة الحرجة، والعمل على تخفيف آثار الأزمة، عبر توجيه الشركة لتأجير أكبر عدد ممكن من الطائرات لمواجهة الاضطرابات الناتجة عن الإضراب، ولنقل المسافرين من والى الجزائر. وقال: ''الحكومة قائمة بواجبها على جبهتين، الجبهة الأولى هي إعطاء تعليمات لشركة الخطوط الجوية الجزائرية لتأجير كل الطائرات الممكنة''، من شركات الطيران الأجنبية لاستغلالها في نقل المسافرين، و''كذلك بالسماح للشركات الأجنبية القادرة على إجراء رحلات إضافية باستقدام المهاجرين للبلاد وبنقل الجزائريين المتجهين للخارج''، وتتعلق الجبهة الثانية بالدعوة للحوار بين الموظفين والشركة، للحد أيضا من الخسائر المالية التي تتكبدها الجوية الجزائرية في حال استمر الإضراب. وفي سياق تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية وانتقال عنوانها من ''السكن'' إلى ''انقطاع التيار الكهربائي''، رد أويحيى على سؤال بهذا الشأن، وقال إن ''هناك جهودا لرفع إنتاج الكهرباء، والحد من انقطاعات التيار الكهربائي التي سجلت في الأيام الأخيرة في العديد من مناطق الوطن''، مشيرا إلى أن شركة سونلغاز تقوم بواجبها، ''وأدعو المواطنين إلى التحلي بالتفهم''، مشيرا إلى الارتفاع القياسي لمؤشر استهلاك الكهرباء. الجزائر: عثمان لحياني الخطوط الجوية بقسنطينة تستأجر طائرة إيطالية جمع عدة رحلات في رحلة واحدة لاستدراك العجز يعاني عشرات المسافرين إلى خارج الوطن عن طريق الخطوط الجوية الجزائرية بمطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، بعدما ألغيت رحلاتهم، حيث تم تسجيل استياء وتذمر كبيرين أوساط المسافرين بالخصوص نحو مختلف المدن الفرنسية، ما جعل المسؤولين يجمعون عدة رحلات في رحلة واحدة لاستدراك العجز. الطابور كان طويلا والاحتجاجات متواصلة، أمس، أمام مكتب الخطوط الجوية الجزائرية بمطار محمد بوضياف، حيث ألغيت الرحلة نحو مدينة نيس التي كنت مبرمجة في الثالثة زوالا. إحدى السيدات كانت في حالة غضب، خاصة أنها، كما تقول، تعمل صباح هذا اليوم وكانت مضطرة للذهاب في هذه الرحلة. سيدة أخرى قالت إن هناك العديد من المسافرين إلى نيس وميلوز قد حولوا إلى رحلة مرسيليا، إلا أنها وعائلتها لم يجدوا مكانا في هذه الرحلة أيضا، وهو نفس ما قاله كهل مضطر للسفر لدواع صحية. من جهته، قال المدير الجهوي للخطوط الجوية الجزائرية إنه سيتم إيجاد حلول لبقية المسافرين، مؤكدا أنه تم استئجار طائرة إيطالية بطاقمها من أجل نقل المسافرين نحو مرسيليا، وأنه تم اقتراح 40 مكانا المتبقية في الرحلة على المسافرين نحو نيس وميلوز، مؤكدا أنه تم قبول التذاكر كما هي دون أي زيادة، وأنه تم تعويض المسافرين الذين اشتروا تذاكرهم بأسعار أغلى من سعر تذكرة مرسيليا، وإلغاء الضريبة على الوزن الزائد للحقائب خلال هذه الفترة. المتحدث أقر بأنه تفاجأ بهذا الإضراب الذي جعل إدارته محرجة أمام المواطنين، مضيفا أن مصالحه لن تدخر جهدا من أجل راحة المسافرين وسلامتهم. قسنطينة: م. صوفيا الإضراب يتسبب في إلغاء ملتقى دولي كان مبرمجا في وهران فوضى عارمة ومسافرون يحتجزون حافلة فندق بمطار السانيا عاش مطار السانيا الدولي بوهران، أمس، جوا من التوتر، زاد من حالة الاحتقان التي يواجهها آلاف المسافرين بسبب إضراب مضيفي ومضيفات الجوية الجزائرية لليوم الرابع على التوالي، حيث أدى تخصيص رحلة باتجاه مدينة الدارالبيضاء المغربية إلى اندلاع فوضى عارمة نتيجة دمج المسافرين الذين ألغيت رحلتهم، الإثنين الماضي، بالمسافرين المبرمجين في رحلة أمس. وعلق أحد المسافرين، الذين التقت بهم ''الخبر '' أمس في بهو مطار السانيا الدولي، على الإجراءات التي قامت بها إدارة الجوية الجزائرية لتخفيف الغبن عن المسافرين بالقول: ''جات تكحلها عماتها''، في إشارة منه إلى الفوضى التي اندلعت عقب تخصيص طائرة لنقل المسافرين العالقين منذ بداية الإضراب باتجاه وجهتهم نحو مدينة الدارالبيضاء، حيث تفاجأ المسافرون بوجود عدد مضاعف لعدد المقاعد المتاحة في الطائرة، باعتبار أن الجهات الوصية عمدت إلى دمج رحلتين في رحلة واحدة، الأمر الذي أدى إلى إقصاء العديد من المسافرين من رحلتهم المبرمجة، وسط حيرة كبيرة وتذمر شديد، خاصة أن الأغلبية الساحقة منهم لها ارتباطات ومصالح. وكان 44 مسافرا، تم إلغاء رحلتهم الإثنين الماضي، قد عمدوا إلى احتجاز حافلة خاصة بأحد الفنادق المجاورة للمطار تنديدا بمحاولة إدارة الجوية الجزائرية توقيف التكفل بهم، قبل أن تتراجع عن ذلك بضغط كبير منهم، خاصة أنهم هددوا بمقاضاة الشركة في حال تعرض أي منهم لمضاعفات صحية نتيجة وجود العديد من الحالات المرضية ضمنهم، الأمر الذي استدعى إحضارهم بشكل مبكر نهار أمس للقيام بإجراءات التسجيل من أجل السفر، ما أحدث زوبعة كبيرة. وباستثناء بعض الإجراءات التي قامت بها الشركة لتسفير بعض المسافرين عن طريق رحلات شركات ''إيغل أزير'' الفرنسية وميديترانيان، فضلا عن الرحلتين المتعلقتين بمدينة الدارالبيضاء وأليكانت اللتين نظمتهما الشركة بطواقم داخلية بديلة، تم إلغاء كل الرحلات التي كانت مبرمجة خاصة الداخلية منها، ليرتفع عدد الرحلات الملغاة إلى حدود قياسية، وسط حيرة كبيرة لدى المسافرين الذين افترشوا كل مساحات بهو المطار دون أي تكفل يذكر، على حد قول الغالبية الساحقة منهم. وبالموازاة مع ذلك، أكدت مصادر مطلعة بأن الإضراب تسبب في إلغاء تنظيم الملتقى الدولي الذي كان من المقرر أن تحتضنه ولاية وهران، والمتعلق موضوعه بالصادرات خارج المحروقات، حيث تعذر على المشاركين الحضور للتظاهرة. في حين أكدت العديد من الوكالات السياحية إلغاء زبائنها لرحلاتهم. وهران: محمد درقي تو يعترف بشرعية المطالب ويؤكد ''إضراب الجوية يعد بمثابة عقاب جماعي للجزائريين'' وصف وزير النقل، عمار تو، إضراب الجوية الجزائرية ب''العقاب الجماعي للجزائريين''، مرجعا ذلك إلى استغلال المضربين للطلب المكثف على هذه الخدمات خلال العطلة الصيفية، وتحديدا الفترة الممتدة بين شهري جوان وجويلية، للضغط على المؤسسة وتحقيق مطالب مهنية. وأوضح عمار تو، خلال الزيارة التي قادته إلى برج بوعريريج، ثم المسيلة والبويرة، بأن موظفي الجوية بادروا بحركتهم الاحتجاجية، في الوقت الذي يبقى الآلاف من المسافرين، وتحديدا منهم الأعداد الواسعة من المهاجرين العائدين إلى بلادهم، بين مطارات العالم، في ظل انعدام البدائل لاستعمال مؤسسات النقل الجوي الدولية التي من شأنها نقل الكم الهائل من المسافرين الذين أرغموا على قضاء ليال في ظروف أقل ما يقال عنها إنها صعبة للغاية في العديد من مطارات الدول. وفي الوقت الذي اعترف عمار تو بمشروعية مطالب المضربين، دعا إلى ضرورة اتخاذ الحوار بين نقابة المؤسسة وإطاراتها كنهج للوصول إلى أرضية توافقية، تأخذ بعين الاعتبار الإمكانات المالية للمؤسسة التي، حسب تو، قد تتعرض ميزانيتها لاختلالات مالية حال تطبيق مطلب موظفيها القاضي برفع الأجور بنسبة 106 في المائة. وأبدى تو تفاؤله بظهور بوادر انفراج أزمة الجوية الجزائرية في الساعات القليلة القادمة، ما قد يساعد، حسب هذا الأخير، على عودة النشاط للمؤسسة، خصوصا في هذه الفترة التي مازالت تشهد ضغطا كبيرا عليها. وأضاف تو أن الوزارة لم تبق مكتوفة اليدين، بل خصصت طائرات لنقل المغتربين، حيث دخل الجزائر، أول أمس ما بين الساعة الثانية زوالا إلى حدود الخامسة مساء،ا ما يقارب 850 مغترب، إضافة إلى 350 مغترب دخلوا الجزائر بحرا. المسيلة: ب. البشير- برج بوعريريج: م. بوبكر البويرة: أ. فضيلة بولطيف يؤكد بأن مطالب العمال تفوق القدرة المالية للشركة المضربون: ''الزيادة في الأجور وإلغاء إعذارات الفصل قبل العودة للعمل'' شرعت المديرية العامة للجوية الجزائرية في مفاوضات مع ممثلي العمال المضربين، حيث تم تعيين وفد تنقل إلى مطار هواري بومدين، حيث يقبع هؤلاء منذ بداية الإضراب، على الساعة الثانية من صباح أمس، وتم التحاور حول مجموعة نقاط اقترحها مسؤولو الشركة كحل لمعالجة الأزمة التي تعصف بها. وهي الاقتراحات التي رفضها العمال المضربون، وأصروا على مطلب إجراء زيادات في الأجر المرجعي تصل 106 بالمائة بدل ال20 بالمائة التي أقرتها المديرية العامة لجميع عمال الشركة. وقال ممثل العمال، حماموش ياسين، ل''الخبر''، في هذا الإطار، إن المديرية العامة أخطأت اختيار توقيت الشروع في المفاوضات: ''هل كانت تنتظر من العمال المرهقين استئناف العمل وهي تطلب منهم التفاوض طيلة الليل..''، ليس هذا فقط، فالوفد الذي جاء للتفاوض مع ممثلي العمال، يضيف محدثنا، ليس نفسه الذي تحاور معهم آخر مرة: ''لقد كلفوا شخصا لا علاقة له بالملف ولا يمكنه في أي حال اقتراح حلول لا يتحكم فيها..''. وبعد ساعة من المفاوضات، افترق الطرفان دون التوصل إلى نتيجة، فيما بقيت لائحة مطالب العمال المضربين تراوح مكانها، وتتضمن أساسا إلغاء جميع إعذارات الفصل التي وجهت لحوالي 250 عامل، كشرط أساسي قبل استئناف العمل، وكذا سحب الشكاوى المودعة ضد المضربين على مستوى العدالة، والتكفل بزيادة 25 بالمائة من الأجر المرجعي من جانفي إلى ديسمبر 2011 بدل ال20 بالمائة التي أقرتها المديرية العامة، في انتظار وضع سلم رواتب جديد مثلما تعهدت به الشركة. وقال حماموش إن جميع العمال يلتزمون باستئناف العمل مباشرة بعد التوقيع على هذه المطالب، وأنهم مستعدون أيضا للعمل 24 ساعة على 24 ساعة دون توقف لنقل المسافرين المحتجزين في مختلف المطارات الوطنية والدولية. من جهته، قال الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية إن المديرية العامة مستعدة للتفاوض حول جميع المقترحات والمطالب، غير أنه شدد بالمقابل على أن مطلب العمال المضربين إجراء زيادات تفوق القدرة المالية للشركة غير ممكن، باعتباره سيضر بميزانيتها ويؤثر في أدائها. الجزائر: خيرة لعروسي