سيكون خلال الأيام القليلة القادمة تلاميذ شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا على موعد مع امتحانات نهاية الطور المصيرية، والتي ستجرى في ظروف استثنائية خاصة في الجنوب الجزائري، حيث سيرافق الصيام والحرارة العالية وأشعة الشمس الحارقة التلاميذ أثناء الاختبارات. تعوّد أبناء الجنوب على خوض غمار هذه الامتحانات في درجات حرارة عالية ووسط أشعة الشمس الحارقة، فإن هذا الموسم سيكون أمام ظروف أكثر قساوة بالتزامن مع الصيام وتعديل توقيت جدول الامتحانات، حيث ستكون أكثر الأوقات خطورة على صحة المترشحين هي فترة الراحة التي تفصل بين الفترة الصباحية والفترة المسائية، التي تتراوح مدتها بين ساعة وساعتين، حيث سيكون التلاميذ خلال هذه الفترة في الشوارع عرضة لأشعة الشمس ينتظرون موعد بداية امتحان الفترة المسائية. وتنعدم في أغلب المراكز أشجار مضللة أو مساحات خضراء يحتمي بها التلاميذ الذين يفضل أغلبهم عدم العودة للبيت بين الفترتين، بسبب بُعد المسافة وقلة المواصلات في فترة الظهيرة لتفادي التأخر ومنه الإقصاء. وحذّر أطباء الصحة العمومية من خطورة التعرض لأشعة الشمس وخاصة في وقت الذروة بالتزامن مع الصيام، حيث تعتبر ضربة الشمس من أخطر الحالات الطبيّة التي تصيب رأس الإنسان وتؤدّي إلى مضاعفات صحيّة صعبة قد تودي بحياته إذا لم يتمّ إسعافه بشكل سريع. وتنجم عن فشل المركز المنظّم للحرارة بالمخ، مما يؤدّي لارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير دون وجود تعرّق على جسده أبداً، كما تشعر ضربة الشمس الإنسان بالجفاف الذي بدوره يؤدي إلى الشعور بالغثيان والقي والإجهاد والصداع وتقلصات وآلام في العضلات وعدم القدرة على المشي وتسارع شديد في دقات القلب. وناشد أولياء التلاميذ وخاصة ممن يجتاز أبناءهم هذه الامتحانات المصيرية في مراكز بعيدة عن منازلهم بفتح المراكز والقاعات المكيفة أمام التلاميذ في فترة الراحة، خاصة وأن المقاهي التي كانت مكانا للاستراحة في المواسم السابقة ستكون مغلقة، بالإضافة إلى أن المواصلات وكما هي معروفة في مناطق الجنوب الجزائري قليلة ومتذبذبة في فصل الصيف، وخاصة في فترة الظهيرة التي لا تقل فيها درجة الحرارة عن 45 درجة مئوية.