تعرف الجزائر خلال الأيام الأخيرة من رمضان، ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة واحتدام أشعة الشمس الحارقة التي أثّرت كثيرا على الصائمين، حيث سجلت إصابة العديد منهم بضربات الشمس خاصة فئة المسنين والأطفال، في وقت زادت فيه تحذيرات الأطباء من موجة الحرارة، فضربات الشمس تعدّ من الحالات المرضية الخطيرة التي يمكن أن تودي بحياة من يتعرض لها إذا لم تقدم له العناية الطبية اللازمة وبشكل سريع. كشف الدكتور محمد سماتي، أن ضربات الشمس تعدّ من أكثر العوارض المرضية الخطيرة، كما أنها تندرج ضمن قائمة الحالات الحرجة كونها متعلّقة بارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس ما ينجّر عنه تلف في أجزاء من خلايا المخ الموجودة في أعلى وخلف العنق، وعلى حدّ شرح المتحدث فإن هذه الإختلالات ينتج عنها احتقانات في خلايا المخّ وارتفاع في ضغط السائل المحيط به فيسبّب ذلك اضطراباً في وظيفة التنفس وعمل كل من القلب والكلى. خلال حديثه حول علاقة ضربات الشمس بشهر الصيام، أشار المتحدث ذاته إلى أن تزامن شهر الصيام هذه السنة مع فصل الصيف، زاد من خطورة الإصابة بضربات الشمس لأن الصيام يقضي بضرورة الإمتناع عن شرب الماء الذي يعتبر مهم من أجل ترطيب الجسم، كما أنّ عدم تناول كميات كافية من السوائل خلال الإفطار يزيد من إمكانية التعرّض لضربة شمس نظرا لعدم القدرة على إخراج الحرارة من جسده، ويتسبب بقاؤها بالداخل إلى ضرر في الأعضاء الحيوية. وحسب الدكتور سماتي، فإن أهم أعراض “الضربة الشمسية” وجود آلام شديدة في الرأس وفقدان الجسم لسوائل ما يسبّب آلاما عضلية وإرهاقا ونرفزة شديدة، بالإضافة إلى الشعور بالدوار وفقدان للوعي. هذا وأشار الطبيب إلى أن أكثر الأشخاص عرضة لهذه المشكلة هم كبار السن والأطفال والعاملين في ورشات خارجية، وأوضح د/سماتي في تقديمه لبعض الاحتياطات التي يجب العمل بها للوقاية من أشعة الشمس، هي العمل على تغطية الرأس قبل الخروج بوسطة قبعة أو مظلة والإبتعاد عن المشي تحت الشمس والإغتسال بصفة متكررّة بالماء البارد إلى أن يحين موعد الإفطار، مع تجنب الخروج في فترة الظهيرة والتي حدّدت من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الرابعة بعد الظهر، باعتبار أن أشعة الشمس تكون في أوجّها خلال تلك الفترة ما يزيد في نسبة الإصابة بضربات الشمس. ومن أهم الإجراءات الوقاية التي تتخذ لإسعاف المريض في حال تعرضه لضربة شمس، نصح الطبيب بإجلاسه في مكان بارد واعطائه كميات كبيرة من السوائل، مشيرا إلى أنه في حالة الإصابة بضربة شمس أو تشنجات حرارية يجب أن يلفّ المريض في فوطة مبللة بالماء البارد ويعرّض للهواء.