فارتفاع درجة الحرارة وتدني مستوى الإمكانيات المتوفرة أديا الى غليان وسط المترشحين والمؤطرين، الذين ألحوا على ضرورة مراجعة مواعيد البكالوريا مجددا وتخصيص بكالوريا للجنوب وأخرى للشمال• كشفت تصريحات جمعتها ''الفجر'' من مختلف الأساتذة والمؤطرين لامتحان شهادة البكالوريا، بما فيها المترشحين في العديد من الولايات الجنوبية، عن نقائص عديدة ميزت التحضير للاستقبال الحسن لهذا الامتحان المصيري، مثيرين عامل الطقس الذي لا يكون في صالح الممتحنين، بالنظر الى الظروف القاسية التي يشهدها المناخ في الجنوب الكبير، حيث تتميز الفترة الحالية بارتفاع محسوس في درجة الحرارة، والتي يتراوح معدلها مابين 40 و45 درجة، وقد تصل إلى الخمسين درجة مئوية في الظهيرة• وانتقد المكتب الولائي للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على مستوى ولاية أدرار، الظروف التي تم فيها التكفل بمترشحي المناطق النائية، والذين يجبرون على التنقل الى مراكز الامتحان، التي تبعد عن مقرات إقاماتهم بأزيد من 70 كلم، بواسطة شاحنات نقل البضائع، وسط أشعة الشمس الحارقة، حيث أشار ممثل ''الكناباست''، الأستاذ هواري، الى دائرة ''شروين'' كمثال، والتي تفتقر إلى مراكز إجراء مؤهلة، باعتبارها تمتلك ثانوية واحدة، ما يضطر طلبة النهائي للتنقل الى المركز المتواجد على مستوى دائرة تيميمون عبر الشاحنات، ناهيك عن ظروف إقامتهم خلال مدة الامتحان، حيث ينزلون على مستوى شليهات تنعدم فيها أجهزة التكييف، على حد ما أضافه الطلبة في تصريحاتهم ل ''الفجر''• نفس المشكل يعاني منه المتمدرسون بمنطقة ''زاوية الدباغ''، والتي تبعد بدورها على ولاية أدرار ب 280 كلم، وب 70 كلم عن تيميمون• وحسب مصدر الخبر، فإنه طيلة الأيام التي يجتازها المترشحون، تفتقر إقامات هذه المراكز إلى شروط الراحة، بالنظر الى الانقطاع المتكرر للكهرباء والحرارة التي لا تغيب، لا في الليل ولا في النهار، وهو ما يؤثر سلبا على صحة الممتحنين، في الوقت الذي يتطلب فيه توفير كل الإمكانيات• من جهته، تطرق ممثل نقابة ''الكناباست'' على مستوى ولاية غرداية، بولغيفي، إلى مشكل الكهرباء التي حالت دون استغلال المكيفات الهوائية، من خلال انخفاض طاقتها، ما أدى إلى إطفاء هذه الأجهزة بالعديد من مراكز الامتحانات على مستوى مدينة غرداية والمنيعة '' ثانوية ديدوش مراد''، في حين أن بعض المراكز الأخرى تتوفر فقط على مروحيات هوائية، لا تجدي نفعا أمام الحرارة المرتفعة• كما أثار هؤلاء توقيت امتحانات الفترة المسائية، التي تصادف هذا الارتفاع في الحرارة، مطالبين بإيجاد حل لهذا المشكل والعمل على تأخيره لساعة أخرى، أي الساعة الرابعة بدلا من الثالثة• وتزامنا وهذه الظروف التي تعرقل استيعاب المترشحين لأسئلة هذا الامتحان المصيري، طالب أبناء المنطقة ونقابة'' الكناباست''، وعلى غرار المكاتب الولائية لإليزي وغرداية، بضرورة العودة إلى النظام القديم في برمجة امتحانات البكالوريا، بتخصيص امتحان للجنوب وآخر للشمال، لضمان التوزيع العادل لفرص النجاح بعد ضمان توزيع نفس الإمكانيات، رغم ما يقال عن الأمر من تمييز بين جهات البلد الواحد•