لم يعد يفصلنا عن الحدث التربوي المرتقب والساخن، وهو امتحانات شهادة البكالوريا المعادة، بسبب تسريبات مواضيع الدورة العادية، المبرمجة ابتداء من 19 جوان، سوى أيام معدودة، حيث ستتغيّر عديد الظروف التي سيجتاز فيها الطلبة هذه البكالوريا الاستثنائية بمناطق الجنوب الجزائري، مقارنة بالدورة العادية التي أجريت نهاية شهر ماي. تعتبر مشقة الصيام والارتفاع القياسي لدرجة الحرارة وقوة أشعة الشمس الحارقة أهم هذه الظروف التي بدورها ستؤثر على النمط المعيشي اليومي للمواطنين بمدن وبلديات الجنوب، إذ تشهد هذه المدن خلال فصل الصيف وبالضبط شهر رمضان المعظم حظرا للتجوال عبر الشوارع، خاصة وقت الذروة وفترة الظهيرة بسبب الحرارة المرتفعة. وتتأثر مصالح المواطنين بسبب الشلل الذي يصيب عددا من القطاعات والخدمات من بينها المواصلات التي تتذبذب وتنعدم على عدد كبير من الخطوط، سواء الحضرية أو ما بين المدن والولايات، وهو ما يتخوّف منه مترشحو بكالوريا 19 جوان ويرعب عائلاتهم من شبح الإقصاء، في حالة الوصول إلى مراكز الامتحان متأخرين. كما شهد عدد من المراكز بست ولايات جنوبية من بينها ورقلة خلال البكالوريا العادية، حالات كثيرة لتعطل المكيفات الهوائية لعدّة أسباب من بينها رداءة النوعية وعدم تحملها للحرارة المرتفعة أو ضعف التيار الكهربائي أو انقطاعه، أو عدم الصيانة وإصلاح الأعطاب القديمة، وهو الأمر الآخر الذي يقلق المترشحين خاصة أن الامتحانات ستجرى وسط درجة حرارة عالية لا تقل عن 46 درجة مئوية. وتحت تأثير الصيام والعطش بالإضافة إلى ضغط الامتحانات والوضعية النفسية المحبطة، بعد كل الذي حدث من تطورات عقب فضائح تسريب أسئلة البكالوريا والضجة الإعلامية التي رافقتها وشغلت بال المترشحين وعائلاتهم لترقب أي جديد في "المهزلة". ولتجنب أي مفاجآت غير سارة قد تقضي على أحلام وطموح فرسان بكالوريا 2016 بولايات الجنوب، أصبح تدخل مديريات التربية لدى السلطات الولائية أكثر من ضروري بالتنسيق مع القطاعات المعنية بالحدث، من أجل وضع خطة استثنائية تضمن وفرة وسائل النقل بعيدا عن جشع أصحاب سيارات "الكلوندستان" الذين كثيرا ما يصطادون هذه الفرص لحرق جيب المواطن الذي يكون مجبرا على دفع مبالغ مالية باهظة الثمن لقضاء مصالحه، وهذا في حالة توفر سيارات "الكلوندستان"، التي يلتزم أصحابها بفرض حظر التجوال على غرار باقي فئات المواطنين، كما أن مصالح المديريات مطالبة بالصرامة والتدخل في المراكز التي تشتكي من خلل في المكيفات لأنها المسؤولة عن جميع الترتيبات لنجاح البكالوريا الاستثنائية.