يروي علي عيساوي في هذا الحوار أسرار أول سيت كوم يبثه التلفزيون الجزائري في زمن الإرهاب، ويتوقف المخرج عند أبرز محطات البرنامج وظروف إخراجه. عيسى سطوري سلسلة رسخت في ذهن المشاهد الجزائري، هل يمكن أن تعود بنا لأجواء تصوير تلك السلسلة؟ السلسلة كادت أن لا تنجز لأن النص كان قد أعطي لمخرج آخر من محطة قسنطينة ورفض إخراجه، وكنا على أبواب شهر رمضان في "ديسمبر1993"، نائب مدير الإنتاج محمد الطاهر بوشعير قال لي "لقد تعاهدنا مع الإدارة في العاصمة ومع الجمهور بأن نكون حاضرين في رمضان"، فأعطاني النص وكان عبارة عن أوراق لا يمكن أن تكون سلسلة لقلة مشاهدها. قبلتها لأن كاتبها رجل مسرح مبدع عبد الحميد قوري طلبت لقاءه واتفقت معه بعد قراءة النص على إعطاء أهمية للارتجال، النص يقوم على التعامل مع وضعية مضحكة من قبل الفنان نفسه فمثلا عنتر هلال، حكيم دكار وفتيحة سلطان غير ممكن أن تعطيهم حوارا لمشهد ما ونقول لهم ضحكونا، بينما هؤلاء الممثلون لما تفسر لهم المشهد أو الوضعية هم أنفسهم سيتصرفون بطريقة ارتجالية مضحكة وبحوار رائع يتيح الفرجة. كما اتفقنا على توزيع الأدوار فقط على المسرحيين لربح الوقت وعلى أنني سأضيف شخصيات أخرى لم تكن موجودة في النص. ومن هنا انطلقت تجربة عيسى سطوري في ديسمبر 1993 وجانفي 1994 وكانت أول مرة يبث فيها التلفزيون الجزائري سلسلة"سيت كوم".
هل يمكن أن تحدثنا عن أجواء التصوير وصعوبات العمل التي صادفتكم؟ السلسلة أخرجت في التسعينات في سنوات الجمر، أين كان تقريبا الضحك ممنوعا بسبب أخبار القتل والذبح، العمل أعاد البسمة للعائلات الجزائرية، كنا نصور بثلاثة كاميرات داخل الأستوديو في عز البرد ولتجاوز البرد كان الفنانون وحتى بعض التقنيين يرقصون على وقع موسيقى لنصف ساعة تحت إيقاع خفيف يبثه المهندس إسماعيل بوشركة.
ما هو أبرز حدث وقع لك في رمضان وبقي راسخا في ذهنك؟ أبرز حدث أتذكره في رمضان كان في 1994 بعد انتهاء بث كل حلقات عيسى سطوري، بقي أسبوع على انقضاء شهر رمضان، كنت في خلية التركيب أحضر سلسلة "فضاءات المسرح" فإذا بالتليفون يرن، المكالمة كانت من مدير محطة قسنطينة السيد فاروق بلاغة سألني فيما إذا كانت هناك حلقة ستبرمج اليوم من سلسلة عيسى سطوري بعد الإفطار، فقلت له آخر حلقة من عيسى بثتت قبل يومين، فقال لي "مشكلة كبيرة، لقد هاتفني مستشار وزير الثقافة يسأل إذا كان عيسى سطوري مبرمجا هذه الليلة" فقلت له "نعم فما العمل"، بعد التزام مدير المحطة مع الوزير كانا علي أن أحضر حلقة في نفس اليوم، كانت الساعة تشير إلى 11 طلبت من مسير الإنتاج أن يأتيني بالممثلين من عنابة حميد قوري، عبد الحق بن معروف، فيتحة سلطان والبرادعي من باتنة، أما البقية فهي موجودة في قسنطينة. على الساعة الرابعة دخلنا الأستوديو وتكلمت مع الممثلين عشر دقائق وحددنا مع بعض موضوعا مرتجلا، وطلبت منهم أن في هذه الحلقة سيأتي خطاب لطلب يد سليمة وفي الأخير يظهر البرادعي، وطلبت من أفراد العائلة أن ينرفزو عيسى، ويبدأ هو في تكسير الأواني والأشياء التي كانت من حوله حتى لا نضطر إلى تصوير حلقة أخرى. مع انتهاء التصوير رفع أذان المغرب، فطلب مسير الإنتاج من البرمجة في العاصمة أن يصبروا ويبثوا منوعة طويلة. وبعد انتهاء المنوعة تم بث الشريط الأول لعيسى سطوري مدته 24 دقيقة على المباشر من قسنطينة بدون تركيب ولا جنريك البداية، ثم بعد ذلك كان لي ما يكفي من الوقت لإتمام الشريط الثاني ومدته14 دقيقة.