تميّزت امتحانات شهادة التعليم المتوسط، التي شارك في أول أيامها أكثر من نصف مليون تلميذ، بالحراسة المشددة في غالبية ولايات شرق البلاد، إلى درجة أن التلاميذ وصفوا ما عاشوه نهار أمس، في مادتي العربية صباحا والتربية الإسلامية مساء، بالمبالغ فيه. حيث تم تفتيش التلاميذ، قبل دخول مراكز الامتحان بطريقة بوليسية، كما قالوا، وداخل القسم كانت المراقبة استثنائية، حيث وجد في كل قسم ثلاثة حراس، هم مسؤول القاعة وحارسان اثنان، ولتفادي أي تجاوز، ظل أعضاء الاتصال وأعضاء الأمانة، وحتى رئيس المركز في حركة متواصلة من دون توقف منذ بداية الامتحان إلى غاية الانتهاء منه. أما من الجانب الروحي، فبعد أن غاب السكّر، وهو عادة قديمة يتم فيها تقديم قطعة سكّر إلى الممتحن قبل خروجه من البيت، تعامل التلاميذ مع الصيام بشكل عادي، ولكن بعض التلاميذ البالغين من العمر 13 سنة، لم يكونوا مجبرين شرعا على الإفطار، بينما قامت نسوة بتقديم فتوى جاهزة خليط بالحنان لأنبائهم وبناتهم لأجل الإفطار، حتى يكونوا في قمة صحتهم وتركيزهم خلال إجرائهم امتحان الانتقال إلى الدراسة الثانوية، وردّت النسوة سبب ذلك إلى كون أبنائهم مازالوا صغارا ولم يبلغوا بعد، واعتبروا ما قاموا به غير مناف للدين لأن الامتحان هو جهاد حسب بعضهن.
عادات تبخرت.. الصيام والحرارة أرهقا التلاميذ كما أن ارتفاع درجة الحرارة وشدة الإعياء الناتج عن الصيام والسهر، جعلا بعض التلاميذ المترشحين لشهادة التعليم المتوسط في تيارت ينامون في مراكز الامتحان، وبالأخص ممن لم يجدوا جوابا عن الأسئلة فاستراحوا بالنوم.. لكن الحراس رحموهم بإيقاظهم! في حين أصرّ تلميذ على الذهاب إلى مركز الامتحان في الساعة الثامنة مخافة أن يبدأ الاختبار الأول وهو غائب، الأمر الذي جعل والده الذي فشل في إقناعه يقرر مرافقته إلى غاية المركز للتأكد من أنه لا شيء في الثامنة، وأن أول اختبار يبدأ في التاسعة. هذا، وفوجئ مترشحون لشهادة التعليم المتوسط بالأخبار التي تتحدث عن توفير مياه وطعام في بعض مراكز الامتحان الأمر الذي اعتبروه تقليلا من قدرتهم على الصوم، فقالوا بصوت واحد: "ما نكلوش رمضان"! في الشلف، عمد تلميذ إلى قيام الليلة التي سبقت ليلة الامتحان ولم يغمض له جفن حتى الصباح غير أنه نام في الساعة الأولى عند جلوسه إلى طاولة الامتحان، وعند إيقاظه أخبر الحراس أنه لم ينم وقام الليل أملا في النجاح، كما تحول آخر إلى مفت وداعية حيث راح يقول لحراس الامتحان: عليكم بمساعدتنا لأن الامتحان يجري في شهر الخير شهر الصيام قبل أن ينضم إليه كل تلاميذ القاعة التي يجري فيها الامتحان وطالبو الحراس بتسهيل عمليات الغش، فيما انفجرت قاعة امتحان بالضحك بعدما عرض تلميذ على أستاذ حارس مساعدته على الغش مقابل شراء كيلو زلابية له، غير أن الأستاذ أجابه بأنه لا يحب أكل الزلابية، وأيضا زملاؤه الحراس.