هددت قيادات المقاومة الفلسطينية في تصريحات للشروق اليومي بالرد على أي اجتياح بري لقطاع غزة قد تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي مقابلة أجرتها "الشروق" بغزة مع الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية ألوية الناصر صلاح الدين أبو مجاهد قال: إذا أقدم العدو الصهيوني على تنفيذ تهديداته باجتياح غزة، فإن لدينا صواريخ أبعد مدى من تلك المستخدمة حاليا وكما فاجأناه في محاولته اجتياح شمال غزة، فإن صواريخنا طالت أبعد مدى وان لدينا مفاجآت. وأضاف نحن نمتلك إمكانات متواضعة، لكن بإمكاننا أن نحرم العدو الراحة وندك مغتصباته ولن ينجح العدو في وقف إطلاق صواريخنا.. وبدوره تحدث أبو مصعب، الناطق باسم سرايا القدس، الجناح المسلح للجهاد الإسلامي للشروق اليومي قائلا: نحن نمتلك مفاجآت كثيرة للعدو ستذهله إذا أقدم على اجتياح غزة والمقاومة لن تكون لقمة سائغة للاحتلال. وأضاف أن السرايا جاهزة ولديها وحدة الاستشهاديين التي يبلغ تعدادها بالمئات وهم جاهزون لإيقاع الخسائر في صفوف العدو وسيتفاجأ العدو من حجم المقاومة.. وان الذي حدث في لبنان سيتكرر في غزة. أما الناطق الإعلامي باسم حركة حازم أبوشنب فتح، فقد طالب في تصريح للشروق اليومي حركة حماس بإعادة سلاح كتائب شهداء الأقصى للمشاركة في التصدي للعدوان الصهيوني. وقال نحن جاهزون للتنسيق مع كافة فصائل المقاومة لصد العدوان الإسرائيلي والوقت الآن ليس للمناكفات السياسية وإنما يدعونا جميعا للتوحد من أجل الدفاع عن أطفالنا ونسائنا وحرماتنا. وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام للشروق اليومي: كتائب القسام جاهزة لتلقين العدو مزيدا من الدروس، كما حدث في شمال قطاع غزة، حيث أفقد المجاهدون جنوده وعيهم، فلجأ إلى استهداف الأطفال والمدنيين ليغطي على فضيحته العسكرية.. وشرعت إسرائيل منذ فجر السبت الماضي، في الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى تخوم قطاع غزة الشمالية، وأجمع معلقون عسكريون إسرائيليون على أن الحملة الواسعة على القطاع لن تنفذ قريبا بسبب الخوف من دفع إسرائيل ثمنا كبيرا لها جراء رد فعل حماس وفصائل المقاومة الأخرى. وترى تقارير أن "هناك تخوفا من أن يؤدي شن حملة برية على قطاع غزة إلى التأثير سلبا على احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين للإعلان عنها، حيث تخشى أن تؤدي ردة الفعل الفلسطينية إلى إعاقة هذه الاحتفالات". من جهة أخرى، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على غزة إلى سبعين شهيدا، بينهم 12 طفلا وأربع نساء على الأقل منذ يوم السبت. وفي المجموع، فقد استشهد 107 منذ الأربعاء الماضي، وإصابة أكثر من 300 جريح. واستشهد خمسة مواطنين فلسطينيين أمس الأحد، بينهم "خالد ريان" وهو ابن شقيق الدكتور نزال ريان القيادي في حماس. واستشهد خالد متأثرا بجراح أصيب بها السبت، خلال تصديه لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمال قطاع ليلحق باثنين من أشقائه استشهدا أيضا في مواجهات مع الاحتلال. وأعلن في وقت سابق عن استشهاد المرافق الشخصي للدكتور محمود الزهار القيادي في حماس خلال المواجهات الدائرة شمال قطاع غزة.. كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة فلسطينية، صفا رعد أبو سيف، "12 عاما" داخل منزلها شمال القطاع، حيث منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان لإجلاء الجرحى. كما أعلنت المصادر عن سقوط شهيدين اثنين آخرين سقطا جراء منع سيارات الإسعاف من الوصول إليهما، حيث تركا ينزفان داخل منزليهما واستشهدا على اثر إصاباتهما البالغة. وبعد موافقة مصر على فتح حدودها مع غزة تم نقل عشرات الجرحى من ذوي الإصابات الخطيرة لتلقي العلاج في الخارج، ولم يتضح بعد إذا كانت مصر قد وافقت على تزويد قطاع غزة باحتياجاته الضرورية من الوقود. وجاءت هذه الموافقة بعد اتصالات جرت بين حماس ومسؤولين مصريين السبت. وفي إطار الدعوات لاستهداف المؤسسات الفلسطينية الرسمية، قصفت طائرات الاحتلال فجر أمس الأحد، مقر مجلس الوزراء الفلسطيني الذي يرأسه إسماعيل هنية، غرب مدينة غزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وقالت مصادر أمنية إن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد مقر المجلس الذي يقع في محيط مستشفى الشفاء بغزة، لكن الصاروخ لم ينفجر. وقد أكد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في تصريح صحفي أن "الصهاينة يريدون القضاء على المقاومة فكراً وممارسة، لذلك هم يريدون استبدال وإسقاط هذه الحكومة ليحضروا حكومة تكون تابعة وعميلة لهم". وشدد على أن الحقوق والثوابت هي المستهدفة، وأن الرد على هذه المجازر يكون بالالتفاف حول المقاومة وخيار الصمود والتمسك بالحقوق وخاصة القدس وحق العودة. وعلى الصعيد السياسي، فقد أعطى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس توجيهاته إلى الوفد الفلسطيني المفاوض بتعليق كل الاتصالات وعلى كل المستويات مع إسرائيل. وأعلن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان أن الرئيس محمود عباس "أصدر توجيهاته إلى الوفد الفلسطيني المفاوض بتعليق إجراء أي لقاءات مع الجانب الإسرائيلي حتى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ". واتهم أبو ردينة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وحكومته بأنها "اتخذت قرارا فعليا بتدمير عملية السلام بالكامل واعتماد لغة الحرب والدم والنار وقتل الأبرياء عبر مواصلة الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية". وفي رد فعله على قرار عباس، أكد رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت على أن إسرائيل لاتزال مهتمة بمواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين. وقال أولمرت "عندما بدأت المفاوضات أوضحنا أنها لن تتم، وتحت أي ظرف من الظروف، على حساب حقنا في الدفاع عن مواطني إسرائيل"، مضيفا أن العمليات الإسرائيلية تساعد المفاوضات عن طريق إضعافها حركة حماس التي تسيطر على غزة. "صفعة جديدة" لكل من يراهن على الموقف الأمريكي تمكنت الإدارة الأمريكية من إحباط أي إدانة في مجلس الأمن الدولي للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وبعد سلسلة من المداولات أصدر بيانا رسميا يدين فيه ما أسماه "تصاعد العنف في قطاع غزة وجنوب إسرائيل"، الأمر الذي اعتبرته حركة حماس "صفعة جديدة" لكل من يراهن على الموقف الأمريكي في تحقيق السلام بالمنطقة. وجاء هذا البيان بعد مداولات مطولة في أحداث غزة والعدوان الإسرائيلي الذي تتعرض له والذي أسفر عن استشهاد أكثر من مئة فلسطيني وإصابة المئات خلال أيام، إلا أن مجلس الأمن الدولي وكما في الماضي خرج ببيان يرضي الأمريكيين أعرب فيه عن قلقه من تصاعد ما وصف ب "العنف في غزة وجنوب إسرائيل". وبذلك اعتبر عدوان الاحتلال عنفا ومقاومة الفلسطينيين للاحتلال عنفا مماثلا. وجاء في البيان الذي تلاه السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية لمجلس الأمن، أن المجلس بإجماع أعضائه الخمسة عشر يعرب عن قلقه من سقوط الضحايا المدنيين في "غزة وجنوب إسرائيل"، داعيا الطرفين إلى وقف جميع "أعمال العنف". وقد بدأت المداولات في مجلس الأمن بناء على طلب فلسطين والمجموعة العربية التي سعت إلى استصدار قرار يدين الأعمال العدوانية الإسرائيلية بشكل صريح وواضح. ومن المتوقع أن يلتئم مجلس الأمن مجددا اليوم الاثنين - على مستوى الخبراء - لمناقشة مشروع القرار الذي تقدمت به ليبيا وتطالب فيه بتوجيه إدانة قوية لقتل المدنيين الأبرياء، بما فيهم الأطفال، وتدعو إلى الوقف العاجل لإطلاق النار المتبادل..