نحج المخرج عمار محسن في حفظ ماء وجه التلفزيون الوطني في السباق الرمضاني من خلال مسلسل ابن باديس الذي يقدم بأكثر تفصيل عن الفيلم حياة رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر، حيث تألق الممثل محمد الشريف بوشاكر في تجسيد دور ابن باديس ووقف إلى حد بعيد في تقمص شخصيته. واستطاع عمار محسن أن يحيط بأغلب جوانب العمل من الديكور واللغة والبيئية القسنطينية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. هذا النجاح أرجعه عمار محسن إلى الجهد والوقت والجدية التي ميزت طاقم العمل من الكتابة إلى التمثيل واللباس... وقال المخرج عمار محسن أن التحضير للعمل استغرق سنة كاملة من التحضير ودام التصوير أربعة أشهر ونصف، وأن اختيار الممثل محمد شريف بوعاكر لدور البطولة في العمل كان صعبا، حيث كان 7 ممثلين مرشحين قبله لدور البطولة قبل أن يستقر الاختيار عليه، وأضاف المخرج في اتصال مع الشروق أنه رشح بوعاكر المعروف في الوسط الفني بزينو لعدة معايير، أولها خبرته في التمثيل سواء في المسرح أو التلفزيون، ولكونه ابن مدينة قسنطينة يتقن جيدا لهجة عاصمة الشرق الجزائري مما يعطي مصداقية أكبر للعمل، ولكون أيضا شريف بوعاكر تتطابق صفاته المورفولوجية مع الإمام ابن باديس. وركز المخرج عمار محسن على مشاركة الفنانة القديرة شافية بوذراع في دور العارم، حيث اعتبر حضورها شرفا كبيرا وإضافة نوعية للعمل وكان أيضا ضروريا ليس فقط لكونها ابنة مدينة العلم والعلماء، لكن أيضا لكونها تربت في بيت ابن باديس. عمار محسن أرجع نجاح الكاستينغ في مسلسل ابن باديس لكونه اعتمد في 70 في المائة من العمل على وجوه شابة اغلبها خريجة المسرح المحترف وكذا حرصه على تقديم المرحلة من خلال الإكسسوارات والديكورات وكذا احترام اللغة سواء كانت الفصحى أو اللهجة القسنطينية.