فاجأ الروائي، رشيد بوجدرة، الحضور بغيابه عن حفل توزيع أوسمة مصف الاستحقاق الوطني التي سلمت لعدد من المثقفين والفنانين وكان واحدا منهم، كما فاجأت الروائية أحلام مستغانمي الوزير الأول عبد المجيد تبون وطاقمه الحكومي برسالة قوية مشبعة بالإسقاطات السياسية والاجتماعية والثقافية . صنع غياب الروائي، رشيد بوجدرة، عن حفل تسليمه وسام الاستحقاق الوطني "العشير" الحدث وسط الحضور في قاعة الأوبرا بوعلام بسايح سهرة أول أمس، وفتح المجال واسعا أمام التكهنات والاحتمالات حتى أن بعض رجال ونساء الثقافة عبروا عن استيائهم من الغياب غير المبرر- حسبهم واعتبروه انتقاصا من احترام المنظمين. أما "الحلزون العنيد" فكانت لديه مبررات خاصة كشف عنها أمس، في اتصال مع الشروق اليومي، حيث عبر عن استيائه وامتعاضه من عدم تواصل وزارة الثقافة معه في الفترة الأخيرة وعدم تسجيل الوزير الكاتب والشاعر حسبه- عز الدين ميهوبي لأي لفتة تضامن معه على خلفية خوض برنامج تلفزيوني في حياته الخاصة . وأضاف بوجدرة "اتصلت بالوزير عدة مرات ولم يرد وأرسلت له رسالة نصية على هاتفه النقال ولم يكلف نفسه عناء الرد علي فكيف يمكن أن أتوجه إلى الحفل وأتسلم الوسام، وجدت نفسي وحيدا لولا التفاف المثقفين ودعم السعيد بوتفليقة مستشار رئيس الجمهورية.. ومن جهته لم يسجل المركز الوطني للكتاب أي مبادرة". من جهتها، لفتت الروائية أحلام مستغانمي الأنظار والأسماع بإلقائها رسالة معبرة باسم كل المثقفين والفنانين استهلتها بشكر رئيس الجمهورية على لفتة العرفان والاحتفاء بأدباء وفناني الجزائر وختمتها برسالة قوية عن ضرورة الاهتمام بالجيل الجديد وزيادة جرعة الوطنية لديه وتسليمه المشعل حتى تكون جزائر المستقبل في أمن وأمان مع جيل بأخلاق وطنية لا يتطاول على أدبائه ولا يتدخل في حياتهم وخصوصياتهم لأنهم حسبها- رمز الوطن . وقالت سفيرة السلام لدى منظمة اليونسكو إن الجزائر عليها أن تباهي بمثقفيها الحصن المنيع في هذه المرحلة الحساسة، حيث العالم يقف على رمال متحركة "الأوطان تنسب إلى كتابها كما تنسب إلى قادتها.. نأتمنكم على رموز الفن والأدب الجزائري .. نأتمنكم على حبرهم فحبرهم دمهم". وتوجهت مستغانمي على هامش قراءتها الرسالة بطلب مباشر للوزير الأول عبد المجيد تبون ويتمثل في الموافقة على اعتماد يوم رسمي للزي التقليدي، واقترحت أن يكون متزامنا مع عيد الاستقلال . وعلقت مستغانمي على خطوة التكريم في تصريح للشروق قائلة "يجب تسليم المشعل للشباب هذا الجيل الذي نخاف عليه كثيرا، وعلينا أن نحضره للمرحلة القادمة ليكون أكثر وعيا بالرهانات... التكريم جاء متأخرا فأغلبية المكرمين متوفون، لم يعيشوا لحظة تسلم هذه الأوسمة، جيل بأكمله رحل، وعلينا أن نفكر جديا في الجيل الذي يحمل هذا المشعل". وأشرف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح على منح الأوسمة للمكرمين نيابة عن رئيس الجمهورية الذي أسدى 47 وساما لأهل العلم والثقافة والفن تزامنا مع العيد الوطني للفنان الثامن جوان بحضور الوزير الأول عبد المجيد تبون وأعضاء من الحكومة وبحضور شخصيات ثقافية وفنية. وتم تسليم وسام "عهيد" لذاكرة 12 شخصية من أعلام الفن والفكر والأدب أغلبهم رحلوا عن هذا العالم على غرار فنان الأغنية الصحراوية أحمد العباس "خليفي احمد" والممثل الكوميدي حسان بن الشيخ "حسان الحساني"، ومطرب الشعبي عبد الرحمان عمراني "دحمان الحراشي"، وفنان الأغنية الشاوية عيسى مرزوقي بن رابح "عيسى الجرموني"، والمؤلف والملحن بشير مباركي "معطي بشير"، والممثل المسرحي والسينمائي أحمد عياد "رويشد". كما تم تسليم هذا الوسام لوجوه فنية وأدبية لا تزال على قيد الحياة وهم الدكتور في الآداب مختار نويوات والأديب والروائي رشيد بوجدرة والفنانة فطومة لميتي "سلوى" والممثلة خديجة بن عايدة "نورية". ووشح بوسام الاستحقاق الوطني من مصف "جدير" 32 أديبا وفنانا وأكاديميا على غرار الروائي عبد الحميد بن هدوقة والشاعر والروائي الطاهر جاووت والممثل والكاتب المسرحي عبد القادر علولة والممثل والمخرج المسرحي عز الدين مجوبي وفنانة الأغنية الشاوية بقار حدة ومطرب الأغنية الأندلسية عبد الكريم دالي ومطرب الأغنية القبائلية والملحن شريف خدام وفنان أغنية الشعبي الهاشمي قروابي، بالإضافة إلى الممثلين الكوميديين الحاج عبد الرحمان "المفتش الطاهر" ويحيى بن مبروك "لابرانتي". وحاز هذا الوسام أيضا عدد من الفنانين والأدباء الأحياء بينهم الروائية أحلام مستغانمي والروائي مرزاق بقطاش والفنان المطرب رابح درياسة والمخرج السينمائي مرزاق علواش والممثلة بهية راشدي. إضافة إلى الممثل محمد عجايمي ومطرب المالوف محمد الشريف بناني "حمدي بناني" والممثلة فريدة صابونجي. وقلد من جهة أخرى وسام الاستحقاق الوطني من مصف "عشير" لثلاثة فنانين وافتهم المنية وهم مغنية الطابع الشاوي حسينة لعوج "زوليخة" وفنان الراي حسني شقرون "الشاب حسني" وكذا مطرب الأغنية الشاوية علي ناصري "كاتشو". وللإشارة، فإنه وبالتنسيق بين وزارة التكنولوجيات والبريد والإعلام والاتصال والرقمنة ووزارة الثقافة تم إصدار طابعين بريديين تخليدا للفنانتين الراحلتين وردة الجزائرية وفضيلة الدزيرية.