تشهد غابة كيمل الواقعة في أقصى جنوب شرق ولاية باتنة تدهورا بيئيا خطيرا، جراء انتشار عمليات التخريب العشوائي للثروة الغابية، خاصة مع بداية شهر الصيام في غياب، أو قلة الحراسة، حيث تتعرض للنهب من طرف عصابات ولصوص الحطب المتمثل في شجر الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي المعروف محليا "البيقنون" حسب جرس الإنذار وناقوس الخطر الذي دقه مواطنون ونشطاء جمعيات مدنية ناشطة في المنطقة التي تنتمي إداريا إلى دائرة تكوت. وأكد نشطاء أن المنطقة الواقعة ببلدية لمصارة باتجاه الرقعة الغابية التابعة لبلدية كيمل تشهد ازديادا في عمليات الاحتطاب غير الشرعي وقطع الأشجار بطريقة عشوائية إجرامية تهدد بالاختلال الإيكولوجي للمنطقة المهددة بالتصحر جراء عمليات السرقة والتخريب التي تطال أكبر غابة في الجزائر، التي تشكل رئة المنطقة، حيث تعرف بأمازون الأوراس والتي تشكل مع غابة مزبال وبني ملول إحدى أكبر غابات إفريقيا على امتداد 80 كلم. وعددت الجمعيات المهتمة بالثروة الغابية عدة طرق لتهريب الخشب على ظهور الأحمرة التي تعرف المسالك الوعرة بعيدا عن أعين حراس الغابة والسلطات الأمنية. وقال مواطنون تحدثوا للشروق إن عصابات الحطب تعمد لقطع عدد من الأشجار وتجزئتها وتخزينها في أماكن قريبة من الطرق السالكة ليتم تهريبها ليلا أو فجرا في رمضان، تفاديا لنقاط التفتيش والمراقبة، فضلا عن عمليات القطع التي يقوم بها تجار بيع الفحم ما بات يتطلب تدخل السلطات الأمنية للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تنذر بفناء الغطاء النباتي والإضرار بالتوازن الإيكولوجي الخاص بالحيوانات، التي تستهدفها عمليات الصيد غير الشرعي في مواسم التكاثر سواء ما تعلق بالطيور النادرة أو الأرانب البرية. وناشد سكان المنطقة السلطات التدخل العاجل لإنقاذ الغابة التي تملك ماضي تاريخيا باعتبارها مركزا لقيادة الأوراس خلال ثورة التحرير الوطني، وكانت درعا حاميا للثورة باعتبارها مقبرة للجيش الاستعماري من خلال عدة معارك أشهرها موقعة رأس طبابوشت الخالدة. وتعرف الثروة الغابية بولاية باتنة المصنفة الأولى وطنيا بما يفوق 350.000 هكتار حسب بعض المراجع تدهورا بيئيا خطيرا بعد سلسلة حرائق في السنوات الماضية بالإضافة إلى انتشار عصابات الخشب الأمر الذي حتم على محافظي الغابات المطالبة بتسليح الأعوان ورفع الغرامات التي لا تتعدى 1000 دينار لقاطع الشجرة في محاولة لإرساء آليات ردع توازي الجرائم المرتكبة في حق الثروة الغابية آخر حصن لمواجهة التصحر القادم من الجنوب الذي يسير بسرعة 5 كلم في السنة حسب خبراء مختصين في مواجهة بطء محسوس في إجراءات القمع ومكافحة النشاطات التخريبية التي تطال البيئة.