أصبحت منابع المياه الطبيعية في تيسمسيلت، مقصد الكثير من الصائمين في رمضان، الذين يفضّلون التوجه إليها يوميا خاصة في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد أذان الإفطار لجلب حاجتهم من المياه بالرغم من أن معظم الينابيع لا تتوفر على الحماية الكافية ما يجعلها ليست في مأمن من مخاطر التلوث، وتمثل تهديدا على صحة وسلامة المستهلكين. يستقطب المنبع المائي المعروف بعين لورا بأعالي مدينة تيسمسيلت، نسبة الى المعمر الفرنسي، روبير لورا، الذي شغل منصب نائب رئيس بلدية تيسمسيلت، فيلار، سابقا، أثناء الاستعمار الفرنسي، في فترة المير كيستاف مارتن من سنة 1952 إلى غاية 1962، أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يصطفون في طوابير لا متناهية أمام هذا المنبع من أجل التزوّد بمياهه العذبة والمنعشة مستعينين بذلك بقوارير وبراميل بلاستيكية. ويتفاوت الزوّار في موقفهم تجاه، جلب المياه من مصادرها، فمنهم من يرى أنها مياه ذات خصائص علاجية هامة، ويجب جعل مياه الينابيع الطبيعية ضمن مائدة الإفطار كغيرها من المشروبات الغازية، بينما يرى آخرون قطع مسافة 100 كلم بواسطة المركبات للوصول إلى منابع المياه الجبلية ببلدية بوقائد الواقعة على الحدود بين ولايتي تيسمسيلت وشلف، تمضية للوقت لا أكثر ولا أقل. وقد دفعت موجة الحر القوية التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في تيسمسيلت، والتي تزامن دخولها مع حلول شهر الصيام بعديد المواطنين خلال ساعات النهار، للخروج من منازلهم والهروب إلى غابات المداد، سيدي سليمان، وعين عنتر ببلدية بوقائد، للاستراحة والنوم تحت ظل الأشجار والصخور التي تقيهم من لسعات الشمس الحارقة، بينما يفضل آخرون ممارسة بعض التمارين الرياضية في شهر رمضان مثل الركض والمشي في جبال وغابات سيدي سليمان السياحية، ذلك حسبهم، أفضل من التجوال في شوارع المدينة وأسواقها خلال ساعات الصيام، وتعد منطقة سيدي سليمان في تيسمسيلت، مكانا مثاليا للمغامرة وسياحيا هادئا نظرا لتوفرها على أفضل مياه معدنية وعيون وينابيع ذات جودة عالية تخرج من بطن جبل الونشريس والتي شكلت معها عديد الأحواض المائية الجبلية والوديان الجارية التي تبعث البهجة في نفوس المتجوّلين.