شهدت الجلسة الثانية من مناقشة مخطط عمل الحكومة غيابات بالجملة للنواب الجدد الذين فضلوا المكوث في فندق 5 نجوم على حضور جلسات المناقشة التي طغى عليها الطابع المحلي، وحجتهم في ذلك "ليس لدي مداخلة ومتاعب الصيام تمنعني من الحضور للاستماع إلى مداخلات زملائي النواب". يبدو أن نواب العهدة الثامنة حملوا الكثير من مواصفات سابقيهم، لاسيما ما تعلق بالانضباط وحضور الجلسات التي رغم الإجراءات الانضباطية الصارمة التي ينتظر أن تدخل حيز التطبيق بمجرد التصويت على النظام الداخلي، إلا أن ذلك لم يمنع النواب الجدد من الغياب وترك الجلسة الثانية من مخطط عمل الحكومة الذي نوقش أمام كراس فارغة، رغم أهميته. وفي هذا الشأن انتقد النائب البرلماني عن التجمع الوطني الديمقراطي طرشي بوجمعة، غياب النواب عن الجلسة الثانية، قائلا إن المخطط مهم خاصة بالنسبة للنواب الجدد لاكتساب الخبرة وتقديم مقترحات ومساهمات من شأنها إثراء الموضوع، وتابع النائب قوله "رمضان أثر على الحضور.. لكن هذا لا يعني الغياب عن جلسة مهمة بحجم مخطط عمل الحكومة"، وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه النائب عن ولاية إليزي حامية مصطفى، الذي لم يتوان في انتقاد زملائه، مصرحا "نحن نواب نمثل مناطق بعيدة إلا أننا فضلنا الحضور خاصة أن المخطط مهم ويستوجب الحضور". كما قال النائب أحمد طالب، عن حزب الشباب ممثلا عن ولاية تمنراست "رمضان شهر عبادة وعمل في نفس الوقت ومبرر الغياب غير منطقي"، بينما برر بعض ممثلي الشعب غيابات زملائهم بسبب متاعب الصيام لشهر رمضان وشدة التعب. هذا، وقد تمحورت جل مداخلات النواب في اليوم الثاني حول الانشغالات المحلية ولم يقدم المتدخلون مقترحات وطنية وبدائل للخروج من الأزمة وإمكانية تطبيق مخطط الحكومة وهو ما وصفه البعض بأنه حملة مسبقة من قبل البرلمانيين تحضيرا للانتخابات المحلية. من جهة أخرى، قال النائب مسعود عمراوي، عن تحالف النهضة والعدالة والبناء إن مخطط عمل الحكومة إنشائي ولم يتضمن أرقاما واضحة عن الوضع المالي للبلاد، مضيفا أن مشكل الاستثمار في الجزائر سيبقى قائما مادامت آليات تطبيق الرقابة غائبة. داعيا في نفس الوقت الحكومة إلى إيجاد حل لمشكلة أصحاب عقود ما قبل التشغيل والشبكات الاجتماعية قبل موعد تسريحهم في جويلية المقبل. في حين اعتبر النائب رحيم هشام، عن الأفلان أن مخطط الحكومة منبثق عن برنامج الرئيس لهذا لن تجد الحكومة صعوبات في التصدي لرجال المال الفاسدين لافتا إلى أنه على أحزاب المعارضة الابتعاد عن خطاب التيئيس من أجل حفظ التوازن في البلاد.