سجلت حركة النهضة تجاهل مخطط عمل الحكومة الحديث عن الحريات وترقية التعددية في الجزائر، واعتبرت النهضة على لسان أمينها العام فاتح ربيعي خلال تدخله في يوم دراسي للتكتل الجزائر الخضراء أن الوضع يعرف تراجعا غير مسبوق من خلال "سياسة التمييع ونشر ثقافة التيئيس من الفعل السياسي الجاد وقدرته على إحداث التغيير عبر صندوق الاقتراع". قال الأمين العام لحركة النهضة في كلمته خلال اليوم الدراسي الذي نظمته الأطراف الثلاثة لتكتل الجزائر الخضراء امس بالمقر الوطني لحركة مجتمع السلم أن "مخطط عمل الحكومة الجديدة خال من التعهد بتنظيم انتخابات حرة وذات مصداقية وضمان حياد الإدارة، كما لم يتضمن الحديث عن الحريات وتؤقية التعددية في الجزائر". وذكر ربيعي أن برنامج عمل حكومة سلال جاء في شكل إنشائي خال من الأرقام، ما يجعله غير قابل للتقييم، وتساءل "هل يستطيع هذا المخطط أن يقلص من حجم البطالة ويرفع القدرة الشرائية للمواطن، ويقضي على التضخم". كما طرح ربيعي تساؤلات عن قدرة حكومة سلال في التصدي للمخاطر الماثلة على الحدود الجزائرية وأن تحمي الجزائر من "تهديدات السلاح المهرب، وأطنان المخدرات التي تدخل البلد بشكل يومي". وبالمحصلة قال أمين عام النهضة أن الحكومة الحالية "ليست حكومة الشعب لأنها لا تعبر عن واقع الساحة السياسية ، كما أن البرلمان الذي سيحاسبها ويراقبها ليس برلمان الشعب، وما لم ينبع من إرادته"، ودعا لإصلاحات عميقة، من خلال حكومة وفاق وطني ودستور توافقي، وإعادة النظر في قانوني الأحزاب والانتخابات ثم بإعادة بناء مؤسسات الدولة عن طريق انتخابات نظيفة وذات مصداقية تعود فيها الكلمة للشعب دون وصاية أو تحريف، وتبدأ بانتخابات تشريعية جديدة ثم انتخابات محلية ثم انتخابات رئاسية". وبرر المتحدث قرار النهضة المشاركة في الانتخابات بما أسماها " ثقافة المقاومة السياسية في الإطار القانوني حتى تعود الكلمة للشعب بانتخابات نظيفة وذات مصداقية، ومواجهة تيئيس الشعب من التغيير، ودفعه للاستقالة من الحياة السياسية". وأقر زعماء الأحزاب الثلاثة للتكتل الأخضر في مداخلاتهم الاستمرار على العمل داخل التكتل، وتوحيد الموقف في التعاطي مع العرض الذي سيقدمه الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم أمام نواب المجلس الشعبي الوطني بخصوص خطة عمل حكومته.