مع وصول شهر رمضان لمحطته الأخيرة، يجب أن نتساءل عن الوقت الذي خصصناه لمشاهدة كل تلك البرامج والمسلسلات والمنوعات؟ هل كان وقتا ضائعا أم أننا استفدنا حقا واستمتعنا؟ الظاهر أن نسبة قليلة من الأعمال المعروضة ساهمت في رفع المستوى، حيث كان الجمهور على موعد مع رسائل فنية بالغة الأهمية من خلال "عاشور العاشر" و"ناس السطح"، لكن في المقابل وقعت الكاميرا الخفية ببعض القنوات في فخ الارتجال والدعوة للعنف والترهيب واهانة الضيوف!! رمضان أيضا كان فرصة لمصالحة الجمهور مع البرامج الدينية، والتي ساهمت رفقة البرامج التثقيفية، مثل "خاتم سليمان"، في تحويل الشهر إلى مناسبة لتعزيز العبادات وترقية الفكر والنهوض بالمستوى! لكن ومثلما قلنا عن رمضان في هذا العمود تحديدا، فإن العيد ليس مناسبة للعودة إلى مشاهدة الرداءة بكل أنواعها، وإنتاج كل شيء وأي شيء، حيث نتمنى من القنوات التلفزيونية جميعا أن تستفيد من دروس رمضان وتعمل على تجاوز الأخطاء والكوارث التي وقعت في الشهر، كما أن الفرصة مناسبة أيضا للدعوة إلى زيادة الإنتاج من أجل إشراك جميع المبدعين في الأعمال الفنية، وهنا لابد من التفكير بضرورة خلق مواسم تلفزيونية جديدة بعيدا عن رمضان، مواسم نشاهد فيها مسلسلات ضخمة وبرامج فكرية مهمة، وحصص دينية راقية، وهو التحدي الكبير والحقيقي الذي يقع على عاتق هذه القنوات من أجل أن تكون وسيلة للفائدة ومنبرا للترفيه لكن الترفيه المحترم.وكل عام وأنتم بخير.