طالب أعضاء بالبرلمان الماليزي بالتحقيق مع سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة بتهم فساد واحتيال حسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وتورط العتيبة في الفضيحة المتعلقة بتعرُّض صندوق استثماري ماليزي للاحتيال بمليارات الدولارات، إذ تلقت الشركات المرتبطة به 66 مليون دولار من شركات خارجية قال المحققون في الولاياتالمتحدةوسنغافورة إنَّها تضمنت أموالاً مختلسة من صندوق تنمية ماليزيا السيادي. ووفق متابعين، فقد تأخر إنجاز مشروع البورصة في المنطقة التجارية العالمية في كوالالمبور لسنوات، وقدرت الأموال المفقودة من هيئة الاستثمار الماليزية التي تشرف عليه ب 13 مليار دولار. لم يحاسب! ويقول خالد صمد عضو البرلمان عن حزب الأمانة : "رأينا حكومات جديرة بالثقة مثل سنغافورة ودول في أوروبا والولاياتالمتحدة اتخذت إجراءات وأجرت تحقيقاً، لكن للأسف في الشرق الأوسط لم يحدث ذلك، ومع أن شركات إماراتية مرتبطة بالفضيحة، لم تتخذ الإمارات أي إجراء لكشف الحقيقة". من جهته، يقول تشارلز سينتاغو عضو البرلمان عن حزب العمل الديمقراطي إنها "المرة الأولى التي يرد فيها اسم دبلوماسي إماراتي رفيع ضالع في استلام أموال غش وغسل أموال، وهذه اتهامات خطيرة، ولذلك فإن على حكومة الإمارات أن تسحب السفير وتجري معه تحقيقاً يحقق المصلحة والشفافية.ودفعت فضيحة الفساد الكبرى في ماليزيا ساسة كباراً مثل رئيس الوزراء الأسبق محاضير محمد إلى التخلي عن الحكومة ودعم المعارضة، وكشفوا عن ضلوع شركات إماراتية بالفضيحة. ولتغطية العجز في مشروع المنطقة التجارية العالمية في كوالالمبور، باع الصندوق السيادي كثيراً من الأصول التي كان يمتلكها واستدان فوقها من الداخل والخارج. رسائل البريد تفضحه وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نشرت في عددها، السبت، تفاصيل عملية اختراق حساب العتيبة وما جاء به من رسائل تكشف عن لقاءات بين شاهر عورتاني، وهو شريك تجاري ليوسف العتيبة في أبوظبي، والمُموِّل الماليزي جو لو، الذي تقول وزارة العدل إنَّه المتآمر الرئيسي في عملية الاحتيال المزعومة التي تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار. تجدر الإشارة إلى أنَّ "العتيبة" و"لو" كانا شركاء منذ أوائل 2000، وأشار "لو" إلى صداقته مع العتيبة في مقابلاتٍ على مدار السنين..والعتيبة، الذي تولى منصبه كسفير للإمارات في أميركا منذ عام 2008، معروفٌ بأنَّه واحدٌ من أكثر الدبلوماسيين نفوذاً في واشنطن، ويظهر بشكلٍ متكرر في فعالياتٍ سياسية رفيعة المستوى، ويشارك باستمرار في دائرة الحوار الأميركية.ويعمل العتبية دائماً للحرص على اصطفاف إدارة ترامب مع الإمارات، بسبب العلاقات الاقتصادية التي تربط الإمارات بترامب. تحويلات العتيبة تجدر الإشارة إلى أنَّ التحويلات المرتبطة بيوسف العتيبة هي أحدث فصل في القصة الطويلة لفضيحة صندوق تنمية ماليزيا، والتي تحولت من مجرد تعرض صندوق ماليزي لمشاكل الديون أوائل عام 2015 إلى ما وصفه المحققون بأنَّها واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ.. وقد رفعت وزارة العدل الأميركية دعاوى مدنية تسعى إلى مصادرة ما يقرب من 1.7 مليار دولار من الأصول التي يُزعَم أنَّها مشتراة بالمال المختلس من صندوق تنمية ماليزيا من قِبل مجموعة من المتآمرين في مقدتمهم "لو".