مازال سكان ولاية الوادي ومعهم كل ولايات الجنوب، ينتظرون فتح المعبر الحدودي الجديد بالطالب العربي، المتاخم لمعبر حزوة التونسي، الذي اكتملت الأشغال به، بعد أن بات المعبر القديم لا يستجيب لحاجيات المئات من المسافرين العابرين من خلاله يوميا، الذين يعانون الأمرين في سبيل استكمال إجراءات الدخول والخروج خاصة في فصل الصيف. أوضح العديد من مستعملي المعبر الحدودي الوحيد الرابط بين ولايات الجنوب وتونس، أن دخول التراب التونسي ليس بالأمر الهين، خاصة في فصل الصيف، حيث يشهد المرفق المذكور توافدا كبيرا للسياح الذين يشكلون طابورا طويلا من السيارات التي تصل إلى غاية وسط مدينة الطالب العربي. وتزداد معاناة العائلات وسط شمس الصحراء الحارقة التي لا تنزل عن 45 درجة مئوية في أحسن الأحوال، وذلك وسط غياب أدني المرافق في المعبر الحدودي القديم، الذي لا توجد به حتى دورة مياه صالحة للاستعمال. كما أن قاعة انتظار المسافرين، لاستكمال الإجراءات الخاصة بشرطة الحدود والجمارك، ضيقة لا يمكن أن تستوعب أكثر من 50 شخصا في أحسن الأحوال، ما يجعل الكثير منهم مجبرين على الانتظار تحت درجة حرارة عالية صيفا، وبرد قارس شتاء، خاصة أن الموقع الذي يوجد فيه المرفق مرتفع ولا توجد به حتى أشجار بعدد كاف لتلطيف الجو، غير أن ما يثير غضب قاصدي معبر الطالب العربي الحدودي هو بطء الإجراءات الخاصة بشرطة الحدود والجمارك، وأرجعوا سبب ذلك إلى عدم استعمال قارئ الجوازات البيومترية، إذ لا تزال تملأ البيانات الخاصة بالخارجين من التراب الوطني أو الداخلين إليه يدويا. وهو ما يستنفد الوقت من قبل رجال الشرطة المكلفين بهذه العملية. وهو السبب الرئيس لتشكيل الطوابير الطويلة. وكشفت مصادر "الشروق"، في هذا الصدد، أن هذه المشكلة ستحل بمجرد افتتاح المبنى الجديد، الذي يحتوي على أحدث الأجهزة الخاصة بقراءة الوثائق البيومترية المختلفة. وعبر المواطنين الذين يعبرون البوابة الحدودية المذكورة عن استغرابهم من تأخر فتح المبنى الجديد للمعبر الحدودي، رغم استكمال الأشغال به منذ مدة. وأضافوا أن البناية الجديدة تتوفر على أسباب الراحة التي يفتقدها المبنى القديم، وتضمن إنهاء الإجراءات الجمركية بسرعة ويسر، وألحوا على ضرورة فتحه أمام حركة المسافرين، خاصة أن عددهم يزيد سنة بعد سنة، إذ بلغ عددهم مليون شخص خلال السنة المنقضية. يذكر أن المعبر الحدودي بالطالب العربي الذي يعد تاسع بوابة بين تونس والجزائر، كان من المقرر أن يزوره وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، خلال حلوله بولاية الوادي العام الماضي غير أنه تم إلغاء الزيارة في آخر لحظة لأسباب مجهولة.