أقدمت مجموعة أشخاص مساء الاثنين، على إضرام النار بضريح "سيدي يحيى" الذي يعده السكان من الأولياء الصالحين، الواقع ببلدية الشفة غرب ولاية البليدة، بدعوى حرق "إبليس".. وهي الحادثة التي خلفت استنكارا واسعا وسط أبناء المنطقة. تفاجأ قاطنو حي سيدي يحيى، الواقع على الحدود بين بلديتي الشفة وعين الرمانة جنوبالبليدة، بألسنة اللهب وهي تلتهم الجامع الكائن وسط المدافن، حيث توضع الجثث قبل دفنها، وكذا العتاد المخصص لحفر القبور.. وهب الجميع إلى إخماد النيران. وأفادت مصادر من مكان الواقعة ل"الشروق"، بأن أبناء الحي تمكنوا من توقيف شخص في الثلاثينيات من العمر، كان على متن سيارة من نوع "غولف 6"، تحمل ترقيم ولاية تيزي وزو، كان بالقرب من مكان الحادث، فتمت محاصرته من قبل المواطنين. وحسب هؤلاء، فإن هذا الأخير تبدو عليه علامات الاضطراب. واعترف باقترافه الفعل الإجرامي، مصرحا بأنه قدم رفقة شركائه من ولاية تيزي وزو من أجل إضرام النار بضريح الولي الصالح، على اعتبار المكان مقاما للشياطين. وكشفت مصادر "الشروق" أن المشتبه فيه، البالغ 32 سنة، اعترف بوجود شركاء له في الجريمة، تمكنوا من الفرار بمجرد مشاهدتهم جموع المواطنين قادمين صوب المركبة. من جهتها، تدخلت مصالح الحماية المدنية لوحدة موزاية، وتمت السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى باقي أجزاء ضريح سيدي يحي والمدافن وكذا محول الكهرباء المحاذي، فيما التهمت ألسنة اللهب السقف، ما أدى إلى انهياره كليا. كما افتتحت فرقة الدرك الوطني للشفة تحقيقا في الواقعة. وكشفت مصادرنا أن الشخص الموقوف صرح بأنه كان يعتزم إحراق مقابر المسلمين ببلدية موزاية المجاورة، حيث "تكثر الشياطين" على حد قوله. وذهب مهتمون بالشأن المحلي بالبليدة إلى ربط الحادثة بواقعة إحراق قبور الشهداء بمقبرة زعبانة عشية عيد الفطر المنقضي، مشيرين إلى أن جهات منظمة تقف وراء الحادثين. ولا تزال التحقيقات سارية لمعرفة خلفيات الحادث.