خلّف قرار الحكومة بشأن تقنين استيراد مواد التجميل الأجنبية، جدلا بين المتعاملين في القطاع، إذ أنّ البعض متخوّف من غلاء الأسعار مُستقبلا، في ظلّ ضعف جودة الصّناعة المحلية مقارنة بماركات عالمية معروفة، تعوّد الجزائري على اقتنائها وبأسعار مناسبة، بينما راهن آخرون على رفع التحدي، وأثنوا على خيار "تبون" في التوجه نحو تشجيع الإنتاج الوطني. شهدت السنوات الأخيرة إقبالا غير مسبوق للجزائريين على اقتناء مختلف الماركات العالمية لمواد التجميل والعطور، حيث تغطي المواد التجميلية والعطور المستوردة نسبة 70 بالمئة من احتياجات السوق الجزائرية، في وقت لا تتعدى مساهمة الإنتاج المحلي ال 30 بالمئة، لتخرج الحكومة مؤخرا بقرار تقنين استيراد مواد التجميل وربطها بحصول المستوردين على رخص استيراد، وهو ما سيفتح السوق على مصراعيه للمنتوج المحلي، الذي بات ملزما بتعويض نظيره الأجنبي في النوعية والجودة. وفي الموضوع، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح ل"الشروق"، أن الصناعة المحلية في مجال مواد التجميل والعطور غير كافية لتلبية الطلب المحلي، خاصة أنها لا تؤمّن سوى 30 بالمئة من احتياجات السّوق. وعن تنافسية المنتوج المحلي، يرى بولنوار "أن إنتاج مواد التجميل في الجزائر تطور وبصورة كبيرة مؤخرا، ولدينا من المؤهلات والكفاءات ما يجلب المستهلك"، غير أن القطاع يعاني من مشكلتين أساسيتين، وهما حسب المتحدث، نقص استغلال المواد الأولية، وغياب اليد المهنية المؤهلة. فبالنسبة للمواد الأولية، يرى بولنوار أن الجزائر بمساحاتها الشاسعة وأراضيها الخصبة، بإمكانها توفير الورود والنباتات المستغلة في تصنيع مواد التجميل، خاصة أن العالم مقبل على مواد التجميل الطبيعية "البيو"، ولكن الاستثمار في هذا المجال شبه منعدم في الجزائر، "وحتى حكومتنا لا تشجع الاستثمار في هذا القطاع" حسب قوله. والدولة ملزمة حسب بولنوار بالتوجه نحو قطاع التجميل وتوفير شروط تطويره، باعتباره سوقا استهلاكيا واسعا جدا، وعن الآثار المترتبة مستقبلا عن تقنين هذا القطاع، فيتوقع مُحدثنا، أن ترتفع أسعار مواد التّجميل بين 10 و20 بالمئة، كما تنتعش تجارة "الكابة " بالنّسبة إلى الماركات العالمية. ومن جهة أخرى، رحّب مدير التسويق بشركة اينيفال كوسميتيك "سِواليس"، موفق مُنير، في اتصال مع " الشروق" بقرار الحكومة، والذي اعتبره "يثلج الصدور"، خاصة أن "سواليس" شركة جزائرية تنتج مختلف مواد التجميل. ويتوقع موفق، أن ينعكس القرار إيجابا على قطاع التجميل بالجزائر، فيكتسب الصانع المحلي الخبرة، ويستعيد المستهلك الثقة في المنتوج المحلي، ويعطينا نفسا جديدا لتطوير منتجاتنا حسب تعبيره. ولكن يبقى الإشكال حسب محدثنا هو في نقص المادة الأولية "ف 70 بالمئة من المواد الأولية نستوردها من الخارج".