عرضت نهاية الأسبوع الجاري بالمسرح الوطني محيي الدين باشطارزي بالجزائر العاصمة مسرحية "انتحار الرفيقة الميتة" للمسرح الجهوي للعلمة. وهو عمل فلسفي وجودي حاكى عبره المخرج فوزي بن براهيم مختلف صراعات النفس الإنسانية. وقدم هذا العمل -الذي اقتبس نصه محمد عدلان بخوش عن رواية "فيرونيكا تقرر أن تموت" للأديب البرازيلي باولو كويلو- بحضور متواضع للجمهور استمتع على مدار أكثر من ساعة من الزمن بأداء جميل نسجته مجموعة من الممثلين يتقدمهم رمزي قجة وكنزة بوساحة وعلي ناموس وآمال دلهوم وهاجر سيراوني. ويغوص هذا العمل في مشاكل نفسية واجتماعية واقعية من خلال قصة "الرفيقة" التي تحاول عبثا الانتحار فيتم إدخالها مصحة عقلية حيث تلتقي بمجموعة من المرضى النفسانيين الآخرين، كل وعلته، غير أن المخرج وعلى عكس رواية كويلو ترك نهاية مسرحيته مفتوحة إلى حد ما. وقال المخرج بن براهيم إن عمله "يأخذ من كل" التيارات والمدارس المسرحية غير أنه عمل "انطباعي أكثر شيء" حيث يترك للمشاهد حرية التفسير والتأويل كما أنه "تراجيديا ببعض الهزل" حيث الهدف من هذا الأخير تبسيط هذا العمل الفلسفي والعميق جدا وتحبيبه إلى الجمهور على حد قوله. وقام بوضع السينوغرافيا لهذا العمل المسرحي- المنتج في 2017- حمزة جاب الله فيما كانت الموسيقى لعبد القادر صوفي. وقد جاء العمل بالعربية الدراجة تخللتها بعض الحوارات بالفصحى. وكان العرض الشرفي لهذا العمل قد قدم السبت الماضي بالمسرح الجهوي للعلمة.