يتحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، في هذا الحوار مع الشروق، عن الوضع في قطاع غزة على المستوى الأمني والسياسي، ويؤكد الزهار أن الحركة ترحب بأي جهد خارجي لتحقيق المصالحة لكنه يتهم الرئيس عباس بتعطيلها، ويعود المعني للعلاقة التي تجمع الحركة بإيرانوسوريا، ويقول إن حماس تبحث عن إقامة علاقات هادئة مع جميع الدول. كيف تتابعون التدريبات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة في الآونة الأخيرة على حدود قطاع غزة وبناء جدار للحد من مخاطر أنفاق المقاومة؟ التدريبات تأتي في سياق حالة الخوف التي يعيشها المستوطن الذي جاء إلى بلد يظن أنها أرض العسل والسمن خاصة بعد معركة العصف المأكول 2014، التي ضربت نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، ومحاولة من القيادات الإسرائيلية طمأنة الجمهور، وأيضا تجهيز لمعركة قادمة لان الاحتلال لا يأمن المقاومة ولا المقاومة تأمنه، ولذلك الجدار على حدود قطاع غزة دفاعي وليس خط هجوم، وهي حرب يعمل كل طرف على توفير وسائط دفاع والتغلب عليها دون الدخول في التفاصيل.
مؤخرا طفى على السطح معلومات عن دور تركي مرتقب في المصالحة بين فتح وحماس؟ القضية ليست من الوسيط، القضية أن عباس لا يملك قرار المصالحة فهو لا يريدها وبالتالي ستدخل كل الدنيا على خط المصالحة، ولكن عباس لا يريدها ولن يقول ذلك لكنه سيفشلها كما أفشل كل المحاولات السابقة.
في حال حدثت الوساطة التركية هل سترحبون بها؟ كل من يسعى للمصالحة نقول له نعم، لكننا ندرك ان عباس لا يريد.
مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة اعتبرت اعتراف حماس بدعم إيران المالي والعسكري وثيقة لإدانة حماس وطهران، هل تتوقعون دور أمريكي ضد حماس؟ الدخول الأمريكي ليس جديدا أصلا، قيام دولة الاحتلال مبنى على المنظومة المسيحية الصهيونية في أوروبا وأمريكا، وهم من أعطى كل القوة العسكرية وأحدث الترسانات العسكرية لإسرائيل وخاصة طائرات f35، باعتبارها ذراعهم المعتدي على المنطقة والمقاومة. واعتبار تصريح حماس وثيقة ضد إيران هذا كلام فاضي، وأجهزة المخابرات في العالم لا تنتظر تصريح من حماس حول دعم المقاومة، حركة حماس تبني مدارس ومستشفيات وتجمع الأموال من العالم، ولذلك هي وسائل للضغط على إيران واعتقد ان إيران لا تلقي لها بالا.
هل تعتقد أن تنامي العلاقة بين إيران وحماس يمكن أن تساهم العلاقة بين حماس والدولة السورية؟ منهج حماس لم يتغير هي تريد علاقة مع الجميع من إندونيسيا إلى المغرب العربي بكل طوائفه وأعراقه، وليس لدينا ورؤيتنا رؤية أممية لا تتأثر بقصة القومية التي تستخدم أحيانا للانعزال، كما حدث مع الأكراد الذين استخدموا قوميتهم لتقسيم العراق وذبح وإدخال الإسرائيليين عليها، نحن نؤمن بفكر الأمة، لان الذي يدخل الناس الجنة، ليس حماس ولا إيران ولا سوريا، من يُدخل الناس الجنة هو الله الذي جعلنا خير أمة بكل مكوناتها، نحن نريد علاقة طيبة مع سوريا ومع كل الأمة.
بعد الزيارات المكررة من حماس للقاهرة، إلى أي مرحلة وصلت العلاقات بين مصر وحماس؟ لم تصل للمرحلة الكافية لتغطية احتياجات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بسبب الوضع الأمني في سيناء ومعبر رفح غير القادر على تلبية احتياجات قطاع غزة ولأسباب أخرى لأشياء يمكن التغلب عليها، لكنها ليست العلاقة التاريخية بين مصر وفلسطين هي أقل بكثير من ذلك.
الوعود المصرية لم تثمر حتى الآن سوى أشياء بسيطة، هل هناك أفاق لتطوير العلاقات مع القيادة المصرية؟ نحن علينا أن نسعى ونعمل والنتيجة عند الله سبحانه وتعالى
في التعامل مع الجماعات السلفية الجهادية في غزة وأنصار فكر داعش، هل انتقلتم من المعالجة الفكرية إلى التعامل الأمني؟ في الحقيقة نحن حاولنا مع هؤلاء الناس في كل المواقع، وأنا شخصيا ذهبت للتعرف على حقيقة الأمر، ووجدت انحرافا شديدا في الفكر ورغبة في قتلك ويلصق بك تهمة أنك مرتد وليس كافرا، فهم لا يعتبرون حماس كافرة بل مرتدة، لان الكافر عندهم كما في القرآن الكافر لا يقتل، أما المرتد يقتل، هم صنعوا فكرة القتل أولا ثم أوجدوا التبرير العقدي، وتجد لديهم ضحالة غير متوقعة فلا تجد عندهم فكر ولا علم ولا ثقافة ولا حفظ قران ولا حفظ أحاديث ولا شيء، وبالتالي المعالجة الفكرية مستمرة ومن يشذ ويرفض ويرتكب جرائم يتم التعامل معه كأي مجرم.
هل يمكن أن يدخل على خط هذا الانحراف الفكري دور أمني ما؟ الذي قام باغتيال الشهيد مازن فقها، دخلوا له من هذا الباب وأقنعوه أن من يتواصل معه هو أمير المؤمنين وبالاسم، ثم بعد أن ورطه في قضايا القتل، قال له إن من يتواصل معه هو ضابط مخابرات إسرائيلي، وهي ظاهرة قديمة في السجون الإسرائيلية تسمى "العصافير"، حيث تجد أناس مظاهرهم مشايخ يحفظون القران والأحاديث ويعرفوا أنفسهم على انهم من فصائل المقاومة ويطلبوا من الأسير معلومات لم يعترف بها خلال التحقيقات وهي ظاهرة أسقطت كثير من الناس.