للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة المصرية في العام 2014، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علناً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، على هامش أعمال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما نقل موقع "هاف بوست عربي". وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن السيسي استقبل اليوم في نيويورك نتنياهو، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس. ويعد لقاء السيسي ونتنياهو العلني الأول بينهما، منذ تولي السيسي حكم مصر، في جوان 2014. وفي جوان الماضي، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن لقاء سرياً، عُقد العام الماضي في القاهرة، بين السيسي ونتنياهو. ولفتت الصحيفة، آنذاك، إلى أن هذا اللقاء هو الثاني، بعد اللقاء الذي عُقد سراً أيضاً في مدينة العقبة الأردنية، في شهر فيفري 2016، بمشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري. اللقاء العلني الأول وقالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، إن اللقاء الذي جمع السيسي ونتنياهو، فجر الثلاثاء، في نيويورك، استغرق زمنه قرابة التسعين دقيقة. وأثارت صور اللقاء الذي تم فجر اليوم، وتداولتها وسائل إعلام مصرية ردود أفعال من قبل رواد شبكات التواصل الاجتماعي، حيث علَّق السياسي الليبرالي والعضو السابق بالحملة الانتخابية للسيسي حازم عبد العظيم، والذي تحول لمعارضته في الوقت الراهن ساخراً: "سعيد جداً بخبر أول لقاء علني بين الزعيم عبد الفتاح السيسي ونتنياهو.. كدة بقى علاقتي بإسرائيل هتبقى بيزنس آز يوشوال (business as usual - عمل كالعادة)". أما السياسي اليساري المخضرم كمال خليل فسخر بدوره من اللقاء قائلاً: "لقاء السيسي ونتنياهو في الأممالمتحدة لبحث عملية السلام.. ألو يا أمم.. صفقة القرن بتمسِّي". وأثارت الحالة المرحة والضحكات الواسعة المتبادلة بين نتنياهو والسيسي تعليقات نشطاء، بينهم الحقوقي المصري هيثم أبو خليل. منشور وربط نشطاء آخرون، بينهم المعارض والمخرج المصري عز الدين دويدار، بين اللقاء "الدافئ" بين نتنياهو والسيسي، والاحتجاجات التي أثيرت ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي، حين تم تسريب نسخة من خطاب بروتوكولي بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بدأه بقوله "عزيزي بيريز". منشور وفي 3 جويلية 2013، عزل الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك (رئيس الجمهورية حالياً)، مرسي، بعد عام واحد من فترة حكمه (4 سنوات طبقاً للدستور)، في انقلاب أدى إلى عمليات قمع واسعة ضد أطياف واسعة من المعارضين لهذه الخطوة. ماذا دار بينهما؟ وخلال اللقاء - حسب بيان الرئاسة المصرية - أكد السيسي "الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ بهدف التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس دولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة". وذكر البيان، أن "السيسي ثمّن جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الشأن، مشيراً إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط، تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية". من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره ل"دور مصر الهام في الشرق الأوسط، وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة"، حسب البيان ذاته. وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد توقفت، في شهر أفريل 2014، بعد رفض "إسرائيل" وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى في سجونها.