قالت "هيئة كبار العلماء" في السعودية، إن غالبية أعضائها لا يرون مانعاً في قيادة المرأة للسيارة، مؤكدة على أن الملك سلمان بن عبد العزيز: "توخى مصلحة بلده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة" عندما سمح للمرأة بالقيادة. جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة، الأربعاء، موضحة من خلاله موقفها من الأمر الملكي الصادر، مساء الثلاثاء، والقاضي بالسماح للنساء بقيادة السيارات لأول مرة في تاريخ المملكة. وقالت الهيئة، في بيانها، إن الملك سلمان "بما قلّده الله من مسؤوليات في رعاية مصالح بلاده وشعبه، وحراسة قيمه الإسلامية، ومصالحه الشرعية والوطنية؛ لا يتوانى في اتخاذ ما من شأنه تحقيق مصلحة بلاده وشعبه في أمر دينهم ودنياهم". وأوضحت أن "علماء الشريعة كافة قرروا أن تصرف الراعي على الرعية منوط بالمصلحة. وعلى ذلك يكون الغرض من تصرفات ولي الأمر الاجتهادية: تحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها. وعلى ذلك أيضاً: فإن ولي الأمر يختار في كل قراراته، الأصلح والأنفع والأيسر". وبينت أن "فتاوى العلماء كافة فيما يتعلق بقيادة المرأة للمركبة انصبت على المصالح والمفاسد، ولم تتعرض للقيادة ذاتها التي لا يحرمها أحدٌ لذات القيادة؛ ومن ثَمَّ فإن ولي الأمر عليه أن ينظر في المصالح والمفاسد في هذا الموضوع، بحكم ولايته العامة، واطلاعه على نواحي الموضوع من جهاته كافة، بما قلّده الله من مسؤوليات، وبما يطلع عليه من تقارير". وختمت بيانها بالقول: "ولأن ولي الأمر قد أشار (في الأمر الملكي المذكور) إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، وارتأى بعد ما اطلع على ما رَآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأنهم لا يَرَوْن مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية للحفاظ على صيانة المرأة واحترامها؛ فإننا ننوه بهذا الأمر السامي الكريم، الذي توخى فيه خادم الحرمين الشريفين مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما قررته الشريعة الإسلامية". وكانت هيئة كبار العلماء أعربت في تغريدة سابقة، عبر موقع تويتر، عن تأييدها للأمر الملكي القاضي بالسماح للنساء بقيادة السيارات؛ حيث قالت: "السعودية تأسست على الكتاب والسُّنة، ونحن مع ولاة أمرنا في كل ما يرونه مصلحة للبلاد والعباد، وهذا مقتضى البيعة الشرعية". وأضافت في تغريدة ثانية: "حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية". ومساء الثلاثاء، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن الملك أصدر أمراً بتشكيل لجنة على مستوى عال من الوزارات سترفع توصياتها خلال 30 يوماً، ثم تطبيق القرار بحلول جوان 2018. وبهذا القرار ينتهي وضع السعودية باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر قيادة المرأة للسيارة. وكانت السعودية واجهت انتقادات واسعة بسبب منع المرأة من قيادة السيارة رغم التحسن التدريجي في بعض قضايا المرأة في السنوات الأخيرة، وأهداف الحكومة الطموحة لتعزيز دورها في الحياة العامة لاسيما باعتبارها جزءاً من قوة العمل.