قررت بلدية نيس الفرنسية تخصيص "كوطة" سنوية من الوظائف لأبناء وأحفاد الحركى، دون المرور على المسابقات في خطوة جاءت حسب مسؤوليها لتسهيل الإدماج المهني لهذه الفئة. ونقلت قناة "أل سي إي"، الثلاثاء، أن إدارة البلدية أعلنت في خطوة غير مسبوقة بفرنسا حجز نسبة من الوظائف التي تستحدث سنويا لفئة أبناء الحركي الذين يجدون صعوبة في الحصول على مناصب شغل بعد نصف قرن من رحيلهم من الجزائر. ونقلت القناة عن كريستيان إستروزي رئيس مقاطعة "نيس/ كوت أزور"، تعهده قبل أيام بمناسبة يوم الحركى، بتخصيص كوطة من الوظائف من الدرجتين الثانية والثالثة لأبناء الحركي دون المرور عبر مسابقات أو شرط السن. وبرر أصحاب هذه الخطوة القرار بأنه جاء نتيجة لوقف تجاهل تضحيات فئة الحركي والذي يعد نوعا من التمييز بحقهم. وشهر سبتمبر الماضي استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممثلين عن جمعيات الحركى، وتعهد بتنصيب فريق عمل متجانس وتمثيلي لكافة جمعيات الحركي من أجل النظر في المطالب المرفوعة. وحسب هذه الجمعيات أبدى ماكرون استعداده للتقدم في معالجة هذا الملف، من خلال إنصاف ذاكرة الحركي وكشف الحقيقة بشأن ما تسمى معاناتهم. ويؤكد مؤرخون أنه بعد استقلال الجزائر غادر إلى فرنسا نحو ستين ألفا من الحركي وعائلاتهم مع الجيش الاستعماري، بينما بقي عشرات الآلاف في الجزائر. وتقول وسائل إعلام فرنسية إن الحركي وعائلاتهم يشكلون اليوم جالية كبيرة في فرنسا، تشكل نحو نصف مليون شخص.