كشفت دراسة حديثة حول ثقافة الاستهلاك الدوائي في الجزائر قامت بها الفدرالية الجزائرية للمستهلكين أن 50 بالمائة من الجزائريين يرفضون تعاطي الأدوية الجنيسة، ويفضلون الأدوية الأجنبية، ما يتسبب في الكثير من الأحيان بمشادة كلامية بين المرضى والصيادلة الذين يلجؤون إلى تعويض الدواء الأجنبي بالدواء المحلي دون إخبار الزبائن وهو ما يرفضه الكثير من المرضى الذين يشددون على ضرورة الالتزام بالأدوية التي يصفها الأطباء دون غيرها. وفي هذا الإطار دعا رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين الدكتور مصطفى زبدي إلى ضرورة دراسة الأسباب التي تصرف نصف الجزائريين عن تعاطي الأدوية الجنيسة، وتفضيلهم للأدوية المستوردة، مؤكدا أن الكثير من المستجوبين في الدراسة أكدوا أن الدواء المحلي تشوبه الكثير من العيوب في التغليف والتعبئة وحتى التسويق، ما دفع الكثير من المرضى التي التمسك بالدواء الأجنبي لاعتقادهم أن كل ما يأتي من أوروبا جيد وذو جودة عالية وعلى عكس ذالك كل ما ينتج محليا يفتقر إلى الفعالية والجودة، وأضاف محدثنا أن الأدوية الجزائرية تصنع بنفس المواد الكيميائية التي تصنع بها الأدوية الأجنبية غير أن طريقة تعليبها تفتقر للمواصفات المطلوبة ما يصرف الكثير المرضى عن استهلاكها ومن جهته أكد السيد بالعنبري مسعود رئيس النقابة الوطنية للصيادلة أن المواطن الجزائري مهووس بكل ماهو مستورد من اوروبا، وكشف أن الصيادلة يعانون الأمرين مع الكثير من المرضى الذين يرفضون استهلاك الأدوية الجزائرية ويشددون على تعاطي الأدوية المستوردة بالرغم من منع استيراد وتسويق الكثير من الأدوية المصنوعة في أوروبا غير أن الثقافة السائدة التي تطعن في كل ما هو مصنوع محليا تركت الكثير من الأدوية الجزائرية الفعالة تبقى حبيسة أدراج الصيدليات بسبب غياب التشهير والتحسيس بنوعيتها وفاعليتها ، وأكد المتحدث أن 20 بالمائة من مخابر الدواء العالمية تصنع أدويتها في الجزائر غير أن الثقافة الاستهلاكية السلبية لكل ماهو جزائري يحول دون نجاح تسويق الكثير من الأدوية الجزائرية رغم فعاليتها . وفي هذا الإطار دعا المتحدث إلى ضرورة القيام بحملات تحسيسية بمشاركة المصنعين والأطباء والصيادلة والسلطات الوصية لتغيير نمط الجزائريين للأدوية بتشجيع الإنتاج المحلي الذي يكون بمواصفات وفعالية الأدوية المستوردة.