انطلقت بولاية تيزي وزو مؤخرا حملة الحرث والبذر للسنة الفلاحية الجديدة 2017-2018 بوتيرة متباطئة بسبب تخوّف الفلاحين من تأخّر سقوط الأمطار الأولية لبداية فصل الخريف إيذانا ببداية الموسم. حيث لم تتجاوز المساحة المحروثة 4 آلاف هكتار من أصل نحو 7 آلاف هكتار مبرمجة لعملية الاستغلال هذه السنة في شعبة الحبوب خاصة بسهوب منطقة ذراع الميزان، تادمايت، ذراع بن خدة، عزازقة ومقلع، وينتظر أن تتوسّع المساحة المخصصة لزراعة الحبوب ومشتقاتها من قمح صلب ولين وكذا الشعير بولاية تيزي وزو، لتصل إلى حدود 5 آلاف هكتار، حسب المصالح الفلاحية بذات الولاية، بعدما كانت لا تتعدى 3,7 آلاف هكتار السنة الفارطة في محاولة لتكثيف نشاط ومحصول هذه الشعبة الإستراتيجية التي تراجعت كثيرا بولاية تيزي وزو، فاسحة المجال لشعب موسمية أخرى غير مستدامة، على غرار شعبة العنب، الاجاص، البطيخ، والتين. كما شكّلت الظروف الطبيعية والمناخية المتقلبة والصعبة في السنوات القليلة الماضية أيضا تحديا كبيرا أمام الفلاحين المختصين في هذا النشاط بسبب تذبذب تساقط الأمطار على طول السنة وقلة المياه، التي قد تساهم في الرفع من نسبة الإنتاج ومردودية الهكتار الواحد، خاصة في ظل غياب شبكات السقي التي وجهت بصفة كلية إلى شعبة الخضروات وجزء من حقول الفواكه، الأمر الذي زاد من تراجع أهمية هذه الشعبة سواء من حيث المردود الفلاحي في القنطار الواحد أو من حيث هامش الربح المادي مقارنة مع باقي الأنشطة الأخرى بالخصوص الفواكه، لكن وفي ظل الأزمة الاقتصادية وتحديات التحوّل نحو إيجاد بدائل أخرى خارج قطاع المحروقات، تحاول هذه الشعبة الإستراتيجية العودة مجددا كنشاط رئيسي في القطاع الفلاحي بولاية تيزي وزو.