تقرير روسي صدر مؤخرا يرصد إمكانات البلدان العربية فيما لو اتحدت يفيد بأن مثل هذا الاتحاد سيكون الرابع عالميا على مستوى الثروة وسيكون الثاني مساحة بعد روسيا وسيكون بآلاف الطائرات وملايين الجنود وبثروة بترولية هائلة تبلغ ثلثي المخزون العالمي ومعادن وثروة حيوانية بمئات ملايين رؤوس المواشي تسد حاجته تماما ومساحات من الارض الصالحة للزراعة تكفي لتحقيق الوفرة الغذائية للوطن العربي وفيه من الطاقة الشمسية ما يكفي الكرة الأرضية وزيادة ويكون هذا الوطن بكتلة سكانية تصل إلى 400 مليون مواطن ويتربع على اخطر رقعة جغرافية تتوسط الكون وتعتبر حلقة الوصل بين القارات ويكون هذا الوطن بأنهره وبحاره وممراته يتمتع بكل امتيازات النهضة العالمية في اقصر الاجال. هذا الوطن الكبير يكتنز الرسالة الحضارية الإنسانية فهو موئل الأنبياء جميعا وتحمّل مسؤولية هداية البشر قرونا عدة واثمرت حضارته عن معارف وعلوم وآثارها مازالت شاهدة على التقدم الكبير على مستوى الحياة والأشياء في كل فروع الحياة بدءا من حقوق الإنسان الى أدق تفصيلات الحياة. فهل يجوز لمخلص لأمته ان يدير ظهره لهذا الواقع المستند الى تاريخ عظيم؟ وللحق نقول ان الأمة وطلائعها المستبصرة لم تدِر ظهرها لأهم سماتها "الوحدة" انما هو كيد المستعمرين ومؤامراتهم واتفاقياتهم فيما بينهم التي رسخوها في حياتنا بالحديد والنار فقسمت مشرقنا ومغربنا وأقحمتنا في متاهة الحدود وما يترتب عليها من تناحرات وإحن لا تنتهي.. ماذا جنت الأمة عندما تجاوزت هذا الواقع وأعرضت عنه؟ البديل المباشر لوحدة الامة تكرس في تجزئتها واستسهال قضم أطرافها من قبل المستعمرين وتفرُّد القوة الإجرامية بها بلدا بلدا وربط مصير كل بلد من بلداننا بعجلة الغرب الاقتصادية والسياسية واحيانا الامنية وكان عنوان ذلك كله وجود الكيان الصهيوني في غرة بلاد العرب والمسلمين فلسطين. الآن وبعد ان كاد حراك الفوضى الخلاقة يبعثر ما تبقى من دول وبلدان ينبغي ان نتجه للوقاية الضرورية لنتمكن من صد الهجمة التي تستهدف مستقبلنا بل وحاضرنا.. ولا حل لنا الا الوحدة والتكامل والتهاون والتضامن بين بلداننا العربية التي يجمعها التاريخ الحضاري الواحد والثقافة الواحدة والهدف الواحد والمصير الواحد. اننا بلا شك نتقدم في صيرورتنا التاريخية في عالم متبدل يعصف بالأوزان الخفيفة ويلقي أرضا كل من لا يعد للمواجهة عدته.. ومن الواضح تماما ان وحدة امتنا وتكاملها يعني ببساطة ان امة كبيرة عظيمة فرضت نفسها على الكرة الأرضية لتسهم بحق في انقاذ البشرية من استغوال النظام الامبريالي وتوزع قوى النفوذ الاستحواذي. الوحدة ليست فقط مسألة أخلاقية وقيمية بل انها مسألة سياسية وإستراتيجية تنعكس على حياة الأفراد والمجتمعات وهي تحتاج جهودا جبارة على أكثر من مستوى ولكن لا بديل عنها والا فإننا سنذبح فرادى.. تولانا الله برحمته.