طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي ل الشروق: شهدت العراق في الفترة الماضية أزمة سياسية خانقة فرغم فوز القائمة العراقية بنتائج الانتخابات البرلمانية، إلا أن الحكومة الحالية والتي يترأسها نور المالكي رفضت التسليم بنتيجة تلك الانتخابات وحق القائمة العراقية في تشكيل الحكومة، ومع استمرار تلك الأزمة وفشل كل الجهود لحلها أدلى طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقي، بحديث شامل ل الشروق تناول فيه وجهة نظره إزاء تلك التطورات. * في ظل سعي الكتل السياسية للتحالف فيما بينها لتشكيل الحكومة العراقية القادمة، فما هي فرصة القائمة العراقية في تشكيل تلك الحكومة، خاصة أنها حصلت على أعلى الأصوات؟ وهل تمخضت التحركات التي قمتم بها مع التكتلات السياسية الأخرى إلى نتائج عملية في هذا الاتجاه؟ * فرصة العراقية في تشكيل حكومة المستقبل لازالت كبيرة لأنها تستند على المشروعية الدستورية والاستحقاق الانتخابي. لم تبدأ المفاوضات إلا منذ أيام ونعتقد أن أمامنا شوطا طويلا يحتاج لصبر ومطاولة من اجل الوصول إلى توافقات وطنية في المسائل المختلف عليها وهي كبيرة وحساسة. * * ما هي أهمية الاتفاق الذي تم مؤخرا بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي تحت مسمى التحالف الوطني في زيادة فرص هذا الائتلاف في تشكيل الحكومة الجديدة؟ * من حق الائتلافات أن تتخذ من الترتيبات التنظيمية والهيكلية ما يناسبها، لكن ذلك لن يؤثر على حق العراقية الشرعي في كونها القائمة الفائزة التي ينطبق عليها وصف الكتلة النيابية الأكبر. * * طُرحت مؤخرا بعض الأسماء لتولي رئاسة الحكومة الجديدة كحل وسط لتشكيل الحكومة الجديدة مثل عادل عبد المهدي، فما هي صحة تلك الأنباء؟ وهل هناك إمكانية في المستقبل في حدوث ائتلاف بينكم وبين ائتلاف دولة القانون لتشكيل الحكومة الجديدة؟ * مرشحنا معلوم وندعو الإخوة في الائتلافات الأخرى إلى التواضع والاعتراف بحق العراقية في تسمية مرشحها لمنصب رئيس الوزراء، لا حاجة لطرح مرشح بديل أو ما يطلق عليه مرشح تسوية، لأن مرشحنا يمتلك مقومات النجاح. * * شهدت محاولات تشكيل الحكومة الجديدة زيارات لرؤساء بعض الكتل إلى إيران للحصول على دعمها، فما هي طبيعة الدور الإيراني وأهميته في تشكيل الحكومة الجديدة؟ وهل الزيارات التي قمتم بها خلال الفترة الماضية إلى بعض الدول كمصر والسعودية هي محاولة للحصول على دعم تلك الدول لإحداث توازن مع الدور الإيراني؟ * لا نتمنى ولا نسعى أن يكون العراق ساحة صراع، فكيف لنا أن نساهم في ذلك، الحوار وتبادل الرأي بين العراقيين ودول الجوار مقبول شرط أن يبقى القرار العراقي محصنا من التدخل. * * ترددت أنباء أن الولايات المتحدة سوف تحتفظ بقرابة خمسة آلاف جندي في العراق بعد انسحابها، فما حقيقة ذلك؟ * لا علم لي بذلك، واعتقد أن جدول الانسحاب الذي ورد في الاتفاقية الأمنية هو ملزم وبموجبه نتوقع أن تستكمل الولايات المتحدة الأمريكية انسحاب قواتها نهاية عام 2011. * * تحدثت الأنباء عن وجود سجون سرية في شمال العراق يقبع فيها آلاف العراقيين يعانون من انتهاكات في حقوق الإنسان، فما هي جهودكم لإنهاء هذا الملف؟ * موضوع حقوق الإنسان سيكون من أولويات الحكومة العراقية التي ستشكلها كتلة العراقية، وموضوع اكتشاف سجون سرية من وقت لآخر أصبح ظاهرة ملفتة للنظر لابد أن نضع حدا لها في إطار الدستور والقانون. * * في حالة استمرار الأزمة السياسية في العراق ورفض الحكومة العراقية الحالية الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات وأحقيتكم في تشكيلة الحكومة الجديدة؟ هل ستلجؤون إلى تدويل هذا الملف واللجوء للأمم المتحدة؟ * الخروج على الشرعية الدستورية والاستحقاق الانتخابي سنعتبره انقلابا على الديمقراطية وتحريفا خطيرا لمسار العملية السياسية، وسوف لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ذلك، لأن الوطن أمانة في أعناقنا، ولدينا العديد من الخيارات السياسية والقانونية المناسبة للتصدي لذلك، وآمل أن لا يحصل.